بقلم: د. نرمين الحوطي
أثناء مشاهدتي للقنوات الإخبارية في أحد المقاهي التي تسمح بمشاهدة القنوات العربية في المملكة المتحدة كان لقائي مع «بو محمد» وهو رجل من رجال الكويت القدامى، وبعد انتهاء الأخبار تناولنا أطراف الحديث حول بعض الأحداث، وسألته: وين رايحين يا بومحمد؟ وشنو اللي قاعد يصير في الوطن العربي؟
بدأ جوابه بضحكة تملؤها المرارة وقال: الله يستر وين بنوصل، أما شنو اللي قاعد يصير في الأمة العربية فهذا يذكرني بأيام الصبا عندما كنت ألعب «المقصي» مع الشباب، وهنا قاطعته وسألته: مقصي شنو يعني؟ وإذا به ضاحكا ويقول: للأسف أنتم يا عيال الحين حدكم تويتر، أما ألعابنا الشعبية القديمة فللأسف ما تعرفون عنها شيئا، المقصي لعبة شعبية بس حق الصبيان كنا نلعبها أيام أول في سكيك، وعشان اختصر حقج اللعبة أول شيء تتكون من خشبتين، الأولى طولها نفس طول المسطرة أو أطول منها بشوي ونسميها «المقصي» والخشبة الثانية تكون نصها في الطول وهي «الموق» وحفرة «الكور» هذي أهي مكونات «المقصي» أما اشلون كنا نلعبها فقد كنا نقسم بعضنا قسمين متساويين وندرج بعضنا في اللعب على حسب مهاراتنا وشطارتنا في اللعبة، ونبدأ اللعبة من خلال القرعة بيننا بسؤال ينسأل ونكون متفقين على اجابته وبعد الإجابة الصحيحة يأخذ الفايز «المقصي» ويحطها بالحفرة «الكور» ويركزها عدل ويضربها بقوة تخليها تطير وقبل ما تنزل على الأرض نكون الشباب متجمعين في نفس مكان نزولها عشان واحد يأخذها ويكون دوره.
وهنا قلت له: يعني نفس لعبة البيسبول. وهنا ضحك وقال: الله يفتحها عليج نفسها بالضبط مع الفرق في الأداء والشكل، بس مضمون الاثنين واحد، بس قبل اللي كان يضرب واحد واللي يلقفها واحد، وكل واحد له دور، بس اليوم اللي قاعدين نشوفه مو عارفين منو اللي قاعد يضرب ومنو اللي يلقف وما صار في الدور الكل يضرب والكل يلقف والله المستعان .
كلمة وما تنرد: ما أجمل أن نتذكر أيام الطفولة في شدة مصائبنا.
nermin-alhoti@hotmail.com