بقلم: د.نرمين الحوطي
القيثارة هي آلة وترية تصنع من أوتار مدقوقة ويعزف عليها باستعمال الأصابع من خلال رعش أوتارها ليصدر منها أجمل الألحان على مسامع البشر. تلك هي القيثارة، ولكن من الألوسي؟
هو الجراح غسان الألوسي وينحدر من أسرة طبية مشهورة تنتمي إلى بلاد الرافدين ذهب إلى المملكة المتحدة ليعزف بأنامله على قيثارة العلم ويصبح بعلمه أستاذا تدوي ألحانه في عالم الطب.
بدأت مقطوعته الموسيقية معنا عندما أغلقت جميع الأبواب الطبية في أوجهنا وأصبح علاج أختي من المستحيلات ولم يصبح لدينا غير باب واحد هو الدعاء إلى الله عزّ وجلّ من أجل إنقاذ أختي مما أحل بها من مرض وبالفعل لم يخيب الرحمن الرحيم رجاءنا وتوسلنا اليه وأتى لنا بذلك العالم الذي يحمل كل صفات الرجولة العربية من خلال تحمله المسؤولية أمام كل من عارضه في طريقه الطبي والعلاجي لأختي.
بدأ معزوفته بدخوله علينا ليعرفنا بنفسه من خلال أستاذه وأنه مستعد بأن يقوم بالعزف على الأوتار الباقية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وكان هذا منذ ثلاثة شهور وفي كل شهر يقوم بعمل خمس عمليات وكان في كل مرة يبدأ حواره معنا بأنه يستشعر توفيق الله عزّ وجلّ قبل أن يبدأ بأي شيء من علاج، ذلك هو ابن الحضارة البابلية والآشورية وغيرها من حضارات احتوتها في احضانها بلاد الرافدين لتخرج نوابغ يفتخر بهم المجتمع العربي.
بالفعل رأيت فيه فارسا يتحدى جميع الصعاب لعلاج مريضته، وكذلك اعتراض من يهاجمونه في بلاد الغربة ولا يريدون الاعتراف به كمواطن انجليزي وأستاذ في عالم الطب والسبب أنه من أصول عربية، ذلك الفارس الذي حمل سيفه من خلال أدواته الجراحية وما استمده من علم وخبرة من خلال تجاربه العلمية، وبالفعل قام كما لو كان يعزف على القيثارة بتحقيق الإنجاز في عملية العلاج، قوته كان يستمدها من مالك الملك الذي جعل من قلبه وعقله قوة تصر وتهاجم المرض والفشل وتصر على النجاح في كل عملية يقوم بها من خلال ما يمتلكه من أنامل جراح ولكنها تعزف على أوتار الحياة لتدفع بمريضه إلى البقاء.
كلمة وما تنرد: أتعجب من جعل أمتنا العربية لما لديها من صروح، ليس فقط العلمية بل في الكثير من ميادين العلم والأدب وغيرها، أماكن طاردة للطيور المهاجرة عن أوطانها العربية.
nermin-alhoti@hotmail.com