بقلم: د.نرمين الحوطي
في البدء وجب علينا أن نقوم بتعريف «الزار» قد لا يكون البعض يعرفه أو البعض الآخر لا يتذكره، فالزار هو مجموعة من الطقوس الشعبية، وكل دولة لها طقوسها وإذا كانت الدولة ذات مساحات كبيرة فسنجد أن زاراتها تختلف من منطقة لأخرى، ولكن يبقى التشابه في الشكل الخارجي للزار وهو دقات الطبول الصاخبة على الدفوف مع الرقص وإطلاق البخور وكل هذا يؤدي ظنا من المؤدين إلى أن ما يقومون به يطرد العفاريت التي أصيب مريضهم بها.
وقد ذهب بها بعض الباحثين إلى أن أصل كلمة زار عربية، والبعض الآخر اختلفوا مع هذا الرأي، ورغم اختلاف وجهات النظر لمصدر الكلمة نجد أن الكلمة تدل على معنى واحد وهو «زائر النحس» أي العفريت الذي زار المريض المقام له الزار ونحسه من خلال سكنه داخل جسده وسيطرته على حواسه وتفكيره، ومن هذا التفسير ومن ذلك المنطلق نجد أن بعض الشخوص التي نسمعها في هذه الآونة على الساحة السياسية قد أصابها لبس من روح الشياطين لما تطلقه من تصريحات غير مفهومة وغير منطقية، ولكن المشكلة لا تكمن في تلك الشخوص، ولكن فيمن يقوم بتصديقهم والتفاعل معهم.
في السابق كان الزار يقام لفرد عليل واليوم في عام 2013 أصبح الزار إذا أردنا القيام به لمجموعات هائلة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: في السابق كانت الرقصات والأغاني المؤداة في الزار من نسيج المجتمع، أما اليوم للأسف من أصابهم العلة هم دخلاء على مجتمعنا، فكيف نؤدي لهم «الزار» لكي تفهم شياطينهم لغتنا ورقصاتنا وينصرفوا عنا؟
٭ كلمة وما تنرد: معادلة صعبة جدا.. إذ يبقى زار 2013 معلق إلى أجل مسمى.
Nermin-alhoti@hotmail.com