د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

FCO

بقلم: د.نرمين الحوطي

قضيتنا اليوم لا تحتاج لمقدمات أو تمهيدات، فنقطة البداية واضحة كوضح النهار دون تسليط الضوء عليها، قضيتنا لا تحتوي على بداية أو نهاية بل بدايتها في ذروة حدثها، يبدأ صراعنا منذ أن يتجه المريض ليتلقى علاجه في الخارج ونخص المملكة المتحدة عندما تمنح له ستة أشهر للإقامة على الأراضي البريطانية مع العلم انها تعلم ان فترة الإقامة للعلاج لبعض الحالات الحرجة غير وافية ومن هنا يبدأ التأزيم دون علم المريض.

يصل المريض ومرافقه ويبدأ العلاج وبعد فترة يكتشف ان المدة الممنوحة له ستنتهي بعد فترة وجيزة وهو لم ينته من علاجه فيسأل المرافق للجهات المعنية من خلال الجهة الباعثة له من قبل الكويت وهنا تنفجر الذروة التي بالأساس متواجدة منذ بداية الأحداث دون وجود مسببات لتصاعدها وتصادم القوتين المضادتين لتأتي بالحلول لأن الحل غير منطقي كما لو اننا نشاهد مسرحية عبثية.

نعم فهو عبث عندما يجد المريض انه لابد ان يتقدم بالاجراءات من جديد وبنفس الطلبات التي تقدم بها من قبل بجانب دفع مبلغ مالي باهظ لا يصدقه العقل، وهنا يبدأ العبث عندما يكلف بدفع خمسة أضعاف قيمة الرسوم المقدمة لينال بضعة أشهر أخرى لاستكمال علاجه، المضحك في قضيتنا وقمة اللامعقول هو بعد قيام المريض ومرافقه بإنجاز جميع الشروط وتقديم التمديد يستلم جوازه بعد استكمال علاجه وعودته لدولته بوثيقة سفر ويستلم جوازه من الجهة المبعوث منها في الكويت «يا لسخرية القدر»، فعندما أطلقنا اسم العبث على ما يعايشه المريض ومرافقه لم نخطئ لأن الأسباب لم تكن بيده، ولكن القدر الإلهي هو الذي تسبب في مرضه وعندما تأتي قوة مضادة ونقصد الدولة المعالجة له تفرض شروطا لا تمت لحقوق الإنسان بصلة وهي تعلم ان العلاج مدته تتجاوز أكثر من 6 شهور، فهنا يمكن العبث لأنها ليست حالات فردية بل هي عامة، وهنا تحدث المفارقة العبثية.

قضيتنا اليوم لابد من وضع حلول لذروتها من خلال أياد ديبلوماسية، فنحن نعلم ان هناك التأشيرات التجارية التي تمنح حاملها أكثر من 5 أعوام أو من الممكن إعطاء عامين لمن يريد التردد على بريطانيا أكثر من عامين وفي كلتا الحالتين نجد ان المبلغ المقدم للحصول عليها لا يتجاوز عشر المبلغ المطلوب من المريض لمنحه 6 شهور اضافية لتكملة علاجه، وهنا لابد من التدخل من الدولة المبعثة والتسهيلات من قبل الدولة المعالجة لتعطي لنا حلولا نفسية جيدة للمريض ومنا الى الجهات المعنية.

كلمة وما تنرد: الديبلوماسية من أهم شروطها حماية مواطنيها من الاستغلال خارج بلادهم.. والله من وراء القصد.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا