بقلم: د.نرمين الحوطي
القضية لا تقتصر على أسطح خضراء فقط بل هي عقول بيضاء تعمل لتصنع من المعجزات حقيقة ملموسة، تلك هي «دولة الإمارات العربية المتحدة»، في البدء لا أعلم من أين أبدأ سطوري، من إنجازات السبع إمارات التي يسطع نورها من شمس وإعلاء كلمة واحدة وهي «الإمارات».
الأسطح الخضراء هو مشروع نفذ بالفعل ليس مثل بعض من يقومون بمشاريع ورقية لا تنجز ولا تفعل، مشروعهم يقتصر فقط على مجهود طلبة التخصص الزراعي، تلك المادة التي أتذكر أنني قمت بدراستها في السابق أثناء المرحلة الابتدائية والمتوسطة من خلال مادة العلوم، وهذا قبل أن يتغير تصنيف المواد ودخول التجارب المستوردة عليها، كان في السابق يتم تعليمنا على الزراعة وأهميتها ليس فقط نظريا بل كان أيضا من خلال الشق العملي للمادة بزارعة بعض الخضراوات لنتعرف على أنواعها وكيفية اكتمال عملية النمو والبناء الضوئي، وكثير من المعلومات التي بالفعل كانت مفيدة لمن يريد لمجتمعه الرقي والتقدم، ومن هنا بدأ مشروع «الأسطح الخضراء» فأصبحت تلك الانجازات الطلابية التي إلى الآن تفعل في الإمارات السبع مشروع متكامل يقوم به الطلبة في مختلف المراحل التعليمية وتتكفل به الدولة لتخضير الإمارات لتصبح في المستقبل دولة مصدرة للزراعة وهذا ليس بمستحيل لدولة تصنع من المعجزات حقيقة تنعم بها وتعود عليها وعلى مجتمعها بالرخاء.
القضية ليست فقط بكتابة المشاريع وإعداد عقودها المهم في التنفيذ، فالأسطح الخضراء قامت من خلال تجربة منهجية عملية وعلمية يقوم بتدريسها في مناهجنا، ومن ثم قامت العقول الوطنية الذكية بتطويرها من خلال التفكير بالمجهود المبذول من المعلمين ومن ثم تعليمها للطلبة والقيام بالتجارب لإنجازها وعندما نجحت التجربة قاموا بتعميمها وبعد التعميم أصبحت ليست تجربة بل سياسة لتخضير صحراء الإمارات والاستفادة من أراضيها للأجيال القادمة، وهذا ما نطلق عليه في حياتنا مشوار ألف ميل يبدأ بخطوة.
تلك كانت الخطوة الأولى من المشاريع الطلابية التي جعلتهم بصمة في تنمية بلادهم في المستقبل بل تلك الأفكار ستملأ وقت فراغهم بإنجازات فعالة ومثمرة، ذلك هو البناء السليم لبنية المجتمع وهذا هو ما يغرس في نفوسهم الانتماء وحب الوطن، فالزراعة تبدأ بغرس بذرة وها هم يقومون بغرسها لينتظروا في مستقبلهم ثمار ما زرعوه ليعم الخير على بلادهم، فهنيئا لكم يا أسود زايد.
كلمة وما تنرد: من أقوال الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله: «خرجت طلائع شعبنا الوفي تتقدمه قياداته الوطنية متمثلة في حكامه وأبنائه المخلصين ليغرسوا نبتا طيبا طاهرا في أرض طيبة طاهرة وليعلنوا على الملأ أن هنا شعبا وفيا واحدا التقت إرادته وصح عزمه وسلك طريقه لتحقيق أمنية غالية طالما طافت بأحلامنا واستقرت في ضمائرنا وها نحن الآن جميعا أبناء بلد واحد تظلنا المحبة والإخاء وترعانا وتشملنا عناية الله عز وجل».
Nermin-alhoti@hotmail.com