أثناء جلوسنا في «لوبي» أحد المستشفيات في لندن، حيث جرت العادة أن نقوم نحن مرافقي المرضى بالتجمع وتناول أطراف الحديث، في البدء كان التعارف ومن بعدها أصبح التجمع عادة لتناول الحديث عن أحوال مرضانا وتطور حالاتهم الصحية ومع بداية الأسبوع وأثناء حديثنا دخلت علينا «أم يوسف» وهي إحدى المرافقات لمريضة وقد بدا على وجهها الانزعاج، سألناها خوفا على حالة مريضتها فردت: لا، مريضتنا ما فيها إلا العافية، بس اليوم الحكومة الإنجليزية مسوية سحر حق الشعب الإنجليزي! وهنا أصابتنا الدهشة لما تقوله «أم يوسف» وسألناها كيف عرفت بذلك؟ وكيف يحدث ذلك من حكومة من أقوى الدول العظمى؟ فجلست تروي قصة سحر الحكومة الإنجليزية، وقالت: «اليوم من الصبح وأنا طالعة من شقتي وجدت أمام باب عمارتي رملا وملحا وكل ما أمشي في الشارع أجد أيضا رملا وملحا، حتى إذا مو مصدقيني تعالوا شوفوا جدام المستشفى نفس الشيء، الظاهر هذا سحر للمحبة عشان الشعب يحب الملكة!».

وهنا أطلقت «أم خالد» ضحكة هستيرية وهي تقول: «ما يخالف أم يوسف احنا الشعوب الخليجية متعودين على خرجة فيها ماي ونحطها على عتبة الباب لما يحوشنا غبار بس الثلج مو متعودين عليه حتى إذا هل علينا غبار أو مطر في ديارنا ما عندنا حكومات تخاف على مرافقها وشعوبها مثل الدول العظمى». وإذا بأم يوسف تقاطعها وتقول: «أقولج سحر تقولين ثلج وغبار، لا والله هذا الملح والتراب سحر محبة وتقولون أم يوسف قالتها».

قاطعتها أم خالد: «يا أم يوسف تركي عنج سوالف السحر والشعوذة يا غالية التراب والملح يقلل من تجلد الثلوج أمام المرافق الحكومية لأن اليوم الأرصاد الجوية راصدة أن هذا الأسبوع مهيأ لعاصفة ثلجية فعشان جذي قامت الجهات المختصة بوضع نوع من أنواع الأتربة، مضافا إليه ملح عشان لما الثلج ينزل ما يتجمد أمام البيوت أو المستشفيات أو المدارس وغيرها وما تسوي أزمة وما يقدرون الناس يروحون لمشاغلهم ولا المدارس تتعطل ولا المستشفيات، فهمت يا أم يوسف سحر الحكومة الانجليزية؟».

٭كلمة وما تنرد:

قالوها أهلنا «اللي يدري..يدري واللي ما يدري يقول حنطة».

nermin-alhoti@hotmail.com