بقلم: د.نرمين الحوطي
«كامليا» عنوان لكتاب تحمل أوراقه سيرة ايرانية عن حياة ونضال الكاتبة «كامليا انتخابي فرد»، صفحاته ترسم لنا بطلتنا ودورها في الصحافة الايرانية ومحاربتها للقمع والمطالبة بحرية التعبير، وما يتميز به الكتاب أن من قام بكتابة حروفه هو بطلة السيرة ذاتها، وهذا أعطى للأحداث نكهة الواقعية مما جعل القارئ ينجذب لسطور السيرة، كما نجد أن كاتبتنا قامت بدمج الماضي بالماضي وكليهما مضاد للآخر، اي أنها قامت برسم شخصيتها للقارئ في الذات الإنسانية من خلال محاكاتها لسيرتها الذاتية وإعطاء الجانب السلبي والإيجابي وكيفية الصراع القائم بينهما، ذلك هو الإنسان وتلك هي كامليا.
كامليا تلك المرأة التي تعيش أصعب أيام الثورة الايرانية وبدايات تغيير الأنظمة ورغم هذا تصل إلى هدفها وهو الصحافة من خلال جرأتها ودأبها على أن تصبح من الأسماء اللامعة في الصحافة الايرانية والعالمية أيضا، ذلك الجانب الواضح للجميع، أما الوجه الآخر الذي لم يعلمه أحد إلا بعد كتاب سطور السيرة الايرانية «كامليا» لتكشف لنا كاتبتنا الجانب الآخر منها وبطلة سيرتها تلك هي المفارقة بل جرأة الكاتب عندما يتحدث عن نفسه بصدق، فرغم دفاعها عن حرية التعبير ورفضها لبعض الأوضاع التي كانت تعيشها إيران في تلك الفترة إلا أنها تقوم بأفعال مناقضة لما تنادي به، فعشقها للمحقق الذي كان يقوم بالتحقيق معها إبان سجنها واتهامها بالخيانة والتجسس على الدولة الايرانية، ومن ثم يتحول التحقيق إلى قصة حب تنتهي بزواج «غير شرعي» التي كانت في السابق ترفضها عبر تحقيقاتها الصحافية اليوم نجدها ترضخ له، ومن ثم تقوم بطلتنا بإقناع محققها بأن تصبح مخبرة لهم لكي تصل إلى هدفها من خلال المخادعة وهو الهروب من الدولة «السجن» لتبدأ حياتها في عالم جديد يرفض القهر.
تلك هي «كامليا» وذلك هو الإنسان الذي ينادي بالكثير من المبادئ ولكن عندما يريد الوصول أو الهروب يقوم بالتحايل وتسقط الأعراف والمبادئ من أجل انقاذ شخصه، ذلك هو الصراع الإنساني الذي لا يظهر منه غير الجانب الخير ولكن عندما يصل الإنسان لذروة الحدث نجد أن القوة المضادة وعلى الدوم تكون القوة الشريرة تظهر وتقوم بالصراع لتصل الأحداث إلى الفاجعة وذلك ما حدث في سيرتنا الإيرانية «كامليا».
كلمة وما تنرد:
يقول كيركوس ريفيوز: «الأدب يبقى إحدى أشد وسائل التعبير فعالية وتأثيرا».
nermin-alhoti@hotmail.com