بقلم: د.نرمين الحوطي
مع بداية الأسبوع كنت أشاهد الأحداث الدامية والمظاهرات التي تطلق باسم الثورات في بعض الدول العربية عبر قناة إخبارية خاصة وبعد تناولي جرعة كبيرة صعبة الهضم الفكري والنفسي مما وصل إليه حال أمتنا العربية، أتى بعد حصاد الأخبار الفقرة التربوية والثقافية قدم من خلالها تقرير إعلامي مفصل عن برنامج «افتح يا سمسم» وعودته بعد فترة وجيزة وتخلل من خلال التقرير كل ما هو جديد سيحل على ذلك البرنامج التربوي الشامل ليس فقط للأطفال بل للمجتمع ككل، وما استوقفني من التقرير تعليق المذيع عندما قال: اعتادت تلك البرامج الثقافية والتربوية ان تقدم من دولة الكويت التي كانت لها الريادة في السابق ولكن اليوم سيتم التصوير في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهنا تذكرت ما كانت الكويت في الماضي تقدمه من أعمال رائدة سواء على الصعيد التربوي والثقافي واليوم أصبحنا نستمدها من الخارج بل أصبحنا لا نملك التميز والإبداع كما كنا في السابق، بل ما أدهشني حديث المسؤول عن ذلك البرنامج عندما تحدث وقال ان المسؤولين في السعودية قاموا بابتعاث الكثير من المهندسين والإعلاميين للخارج للتدريب على إنجاز «افتح يا سمسم» بحلة تليق بالمشاهد العربي وبالأخص الخليجي.
القضية هنا ليست من سينفذ العمل فكلنا ننجز من أجل الخليج العربي والمملكة أصبحت في وقتنا هذا نبراسا في التعليم والثقافة والفنون بل أصبحت لها بصمة عالمية يتشرف بها كل خليجي، ولكن ما استوقفني هو التأخر الثقافي والإعلامي والتربوي في الكويت، والأمر لا يقتصر على «افتح يا سمسم» فقط ولكن إذا رجعنا في طيات التاريخ سنجد أن الكويت كانت لها الريادة في الخليج بصناعة السينما بل كانت أولى الدول الخليجية التي أقامت مهرجانا للسينما، ولم يقتصر ماضينا الجميل فقط على الفن السابع بل انخرط وفاق في جميع الفنون والثقافة، تلك كانت عروس الخليج فهي أول من دق على خشبة المسارح العربية وهي أول من أنشأت فرقة التلفزيون وهي من كانت تمتلك أول معهد عال للموسيقى الذي تزامن معه انشاء أول معهد للفنون المسرحية وكثير يمتلكه التاريخ عن عروس الخليج يذكر لها في السابق فإذا قمنا بذكر ما أنجز ستكتب الألوف المؤلفة لما كانت الكويت لها الريادة والصدارة في السابق مما جعلها عروس الخليج.
ولكن اليوم ماذا أصبح لدينا غير كلمة «كان» والاستشهاد بالتاريخ واحترام ما كتب فيه، أين نحن اليوم؟ مجرد ندوات ومؤتمرات وتقارير ولجان وميزانيات لمشاريع فقط يكتب عنها، ولكن أين صداها؟ وأين نحن من خارطة العالم؟ للأسف التاريخ لا يذكر الخبر بل يسجل الفعل.
كلمة وما تنرد: قالوها في أمثال إيران: لا نستطيع الطيران بأجنحة الخير.
nermin-alhoti@hotmail.com