في بادئ الأمر عندما كنت أسمع كلمة حنتريش من بعض المذيعين المصريين في برامجهم التي تبث على الكثير من الفضائيات الخاصة كنت أظن أنها كلمة ليس لها معنى وأنها تقال من أجل الفكاهة ولكن عندما وجدت الكثير يرددونها توقفت للبحث عن معناها وبعد حذف أحرف الزيادة منها وجدت أن مصدرها اللغوي في كلمة «حرش» كما أتى في معجم الوجيز للغة العربية وتعني إذا قمنا بكسر الراء «خشن» وإذا قمنا بضم الراء تعني «أفسد» وكلاهما تجرح وتضر الإنسان ومن ذلك المنطلق أجريت استفتاء لبعض القراء الذين أتواصل معهم على الدوم عن طريق البريد الالكتروني الخاص بي ليذكروا لي مواقف حدثت لهم في عام 2012 أفسدت عليهم أو أحداثا صعبة مروا بها مع أصدقاء لهم، وبنيت تلك الفكرة لدي مع مطلع العام الميلادي، فكل منا يقوم بعمل جرد ومسح كامل لما حدث له في العام السابق ومع بداية فجر العام الجديد يقوم بحذف كل من حنترش عامه السابق وأفسد عليه أيامه، ومن بعض الحنتريشات التي وصلتني من قرائي لما حدث لهم من أحداث أفسدت عليهم أيامهم السابقة وقاموا بطي أصدقائهم مع أوراق العام السابق وألقيت في عالم النسيان ليبدأوا عامهم الجديد دون حنتريش ولا حنترشة، وإليكم بعض الحنتريشات:

٭ إنسان مريض ينتظر من يسأل عنه من زملائه في العمل وعندما يتذكره أحد برسالة يفتحها بلهفة ظنا أنها دعاء أو سؤال عنه ولكن للأسف يجد كلماتها تفسد عليه حالته لما تحمل الرسالة من فضائح لأناس لا صلة له بهم وهنا قام باعث الرسالة بحنترشت المريض «بكسر الراء» وقام المريض بكسر المرسل في عالم النسيان.

٭ إنسان ذو منصب علمي وعملي يساعد الكثيرين ويجد أن من يساعدهم عندما يحتلون مناصب مركزية فقط يقومون بإذلاله ظنا منهم أن ذلك سيجعلهم محنترشين في مناصبهم «بضم الراء»، وهنا يقوم أستاذنا بضم أوراق المركزية ويلقي بها في عالم النسيان.

٭ إنسان يحب الناس ولا يفرق بينهم ويجد أن من يحبهم يقومون بحنترشته «بكسر الراء» بين المجتمع ويتلقى الأحاديث الفاسدة عنه من الآخرين المنقولة ممن كان يكن لهم الحب والتقدير فيقوم بكسرهم وإلقائهم في عالم النسيان.

كم من عالم النسيان يلقي به المحنترشون الذين لا يفقهون معنى الأخوة والمحبة والصداقة، فقط يقومون بالحنترشة سواء بضم الراء أو بكسرها ليصلوا إلى مراكز وهم لا يعلمون أنهم سيلقون مصيرهم في عالم النسيان ولن يذكرهم التاريخ إلا بأنهم «محنترشون 2012».

كلمة وما تنرد: يقول توماس كيمبس «عندما يأتي يوم الحساب فلن نسأل عما قرأنا بل عما فعلنا».

nermin-alhoti@hotmail.com