بقلم: د.نرمين الحوطي
ليست قصة ولا رواية قمت بقراءتها، ولكن هي الحقيقة التي يبحث عنها الإنسان في حياته ليجدها وهي الصداقة، تلك الأسماء هي رمز من رموز الصداقة التي أصبحنا نفقدها في ذلك الزمن، تلك الأسماء قد يجدها الآخر في شخوص وأسماء أخرى، ولكن تبقى الصفة واحدة «الصدق» في المشاعر، تلك الشخصيات واقعية من واقعنا يحملون عملة نادرة الوجود في ذلك الزمن وهي «الصداقة»، اليوم تتناول سطوري ما تعلمته منهما فالصداقة ليست فقط من أجل المعرفة بل أيضا من اكتساب الصفات الحسنة من الصديق، اليوم أكتب عنهما لما أحمل ويحملون إلي من صدق في المشاعر المتبادلة إلى أن أصبحت صداقتنا إلى كما يقولها أهلنا «خوات دنيا».
أبدأ بالصغرى «سمى جيهان» التي كلما أتحدث معها عبر الهاتف تسألني: كيف ترين السماء؟ في بادئ الأمر لم أدقق في سؤالها إلا عندما اشتدت علي غربتي أصبحت أفكر كلما أسير على قدمي بعد يوم طويل يحمل الكثير من الأعباء النفسية التي أتمنى من الله - عز وجل - ألا تحل على أي فرد، بعيدا عن تلك الظروف في يوم نظرت إلى السماء وتذكرت كلمات «جيهان» وسؤالها: كيف ترين السماء؟ وإذا بالفعل أقوم بالتدقيق في سماء الله - عز وجل - وأشعر بأنها تحتويني وتعطي لي الدفء والأمل الذي لم أشعر به من قبل بل وجدت السماء تشع لي أملا في كل صباح ومساء عندما أناظرها وأشعر بأن الله - عز وجل - يسمع دعائي، فالنظر للسماء يعطي للإنسان بعد نظر في التفكير وتلك المساحة المهولة التي خلق الجبار الخالق وما تحتويه من كواكب ونجوم وتحمل في منتصفها شمسا تبعث أسهم نورها نور شمسها إلى القلب تجعل الطمأنينة يمكثون في قلب الإنسان وهنا أدركت ما كانت ترمي له صديقتي عندما تسألني: كيف ترين السماء؟
أما صبر عالية وهي عالية القوم وعالية الأخلاق فكلما تحدثني مع العلم بأننا لا نتحدث يوميا، فمخابراتنا تتم كل اسبوع مرة وبرغم من هذا إلا عندما نتحدث عن أخباري في غربتي أشعر في صمتها عندما أتحدث عن أخباري بأنها تنتظر خبرا سعيدا تسمعه وبالفعل عندما أخبرها بتطورات إيجابية لا أجد منها إلا الاستئذان للحظات لتسجد إلى الله - عز وجل - شاكرة لما عطاها بعد الصبر خيرا، تلك الأيام التي ننتظرها آملين خيرا برب العباد بأن يجعل ما صبر عليه خيرا ويطعمنا من خيراته الكثير، صبرها وهدوؤها وكلماتها المطعمة على الدوم بذكر الله امنحني الصبر على الكثير وعلمتني الشكر للرحمن الرحيم في السراء والضراء، عندما تحادثني تعطي لي قوة في التحمل والصبر على ما حل بنا من بلاء مع العلم بأنها ترفض بأن أقول إن على أي شيء بلاء بل هو امتحان من الله - عز وجل - ليرى عباده مدى صبرهم وقوة إيمانهم، كلمة هي القوة التي تمنحني بها صديقتي في كل محادثة بيننا: «سبحانه».
كلمة وما تنرد: يقول الشافعي:
«سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا».
nermin-alhoti@hotmail.com