بقلم: د.نرمين الحوطي
سانت كلوز هو من نطلق عليه «بابا نويل» له أسماء عديدة في مختلف دول العالم، ولكن تبقى الشخصية واحدة مع اختلاف الأسماء والدول، وبالرغم من اختلاف الشعوب واللغات والعادات إلا أن تلك الشخصية تحتفظ بنمطها في سائر دول العالم فشخصه وملبسه لا يتغير على مدار السنين، فهو يمتلك صفة العجوز الذي يتسم بالطيبة على وجه يمتلك لحية بيضاء يحتفظ في ملبسه برداء أحمر مع جرسه الرنان الذي يدق أجراسه في الأعياد المسيحية، وأخيرا يحمل على عاتقه كيسا يحوي الكثير من الهدايا ليقوم بتوزيعها على الأطفال ليبعث الفرحة والسعادة لهم.
تلك كانت قصة «بابا نويل» التي يرددها الكثيرون مع اختلاف الروايات والتفاصيل، إلا أن الأصول تبقى واحدة وهي شخصية «بابا نويل» أو «سانت كلوز» التي تعود لقصة القديس «نيكولاس» الذي عاش في القرن الخامس الميلادي الذي كان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء وللعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، وصادف بأن وفاة القديس نيكولاس صادفت في ديسمبر مع مناسبات الأعياد المسيحية فأصبح ظهوره يواكب أعيادهم، تلك كانت قصة «سانت كلوز» وتلك كانت عطاياه للأطفال والمحتاجين في الأعوام السابقة، ولكن هذا العام ماذا ستكون مفاجآت «بابا نويل» للعالم؟
ها نحن على مشارف انتهاء عام 2012 م ويسود العالم العربي الكثير من الحروب الداخلية التي أطلق عليها البعض بأنها «ثورات»، وها هو العالم يسوده الفقر والمرض والتهديدات والتأهب لحرب عالمية ثالثة، ألا نجد من يقوم بشخصية «سانت كلوز» ليخمد تلك الكوارث لحماية ليس الأطفال فقط بل لحماية العالم من أهوال الفقر والمرض والحروب، أم أن «بابا نويل» سيقتصر على النظر ويترحم على أحوال العالم؟
كلمة وما تنرد: أظلم من الظالم من يساعد الظالم على ظلمه.
nermin-alhoti@hotmail.com