د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الديسك الإعلامي

الديسك هو جزء من العمود الفقري لجسم الإنسان يوجد بين الفقرات ليمتص الصدمات ويعطي العمود الفقري مرونته وحركته، وهو يتكون من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية، ذلك الديسك وتلك هي وظيفته مثله كمثل الإعلام، نعم فالإعلام يعد العمود الفقري للدولة والمجتمع، فهو يقوم بامتصاص المعلومات من الدولة ليعكسها بصورة صادقة للمجتمع سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، فالإعلام يغذى بكل ما يشمل المجتمع من حالات تحيطه ومن ثم يقوم باختزالها ليعطي لنا صورة عاكسة وصادقة للمجتمع ومنه يكون بطاقة تعرف للدولة بين الدول الأخرى، ولكن عندما تصاب إحدى الفقرات بفقدان مادة الجيلاتين يصاب الإنسان بالديسك مثله كمثل الإعلام عندما يفقد أحد عناصره دوره فيصاب بالديسك الإعلامي!

قضية اليوم هي أساس الإعلام «التاريخ» وهي تمثل مادة الجيلاتين لفقرات الإعلام فعندما يقوم بعض الإعلاميين بتجاهل ونسيان تاريخ وهوية أحد مؤسسي الحركة الثقافية والفنية والإعلامية في تاريخ الكويت والخليج العربي، هنا نقول إن الإعلام أصابه «ديسك» «لأنه هنا يكون قد فقد هويته وأسسه وتلك هي قضيتنا اليوم.

القصة بدأت عندما كنت جالسة مع واحدة من رموز ومؤسسي الفن الموسيقي الكويتي والخليج العربي وإذا بها تقص لي عن إحدى الإعلاميات التي قامت بالاتصال بها لتتعرف وتثني عليها بعدما شاهدتها تقدم أحد البرامج على قناة خاصة كويتية إلا أن المذيعة لم ترد على الاتصال ولم يقف الموقف عند هذا الحد، حيث قامت رائدتنا بإرسال رسالة عن طريق «الواتساب» تهنئها مع وضع اسمها في آخر الرسالة وقامت بذلك لأنها وضعت للمذيعة العذر في عدم الرد على الاتصال بأنها لا تعرف رقم هاتفها لذلك بعث بتلك الرسالة، ولكن ماذا كان الرد؟ المذيعة كانت صاعقة ترج أساس الفن والثقافة الكويتية، إذ قامت المذيعة بكتابة رسالة رد قالت فيها: «منو حضرتچ، أنا ما أعرفچ، وما بي إزعاج» مع العلم أن رائدتنا ذكرت الاسم والصفة، ولكن ماذا نقول عن «الديسك الإعلامي»؟ وهنا قامت رائدتنا بسؤالي: كيف يعمل البعض في مجال الإعلام وهم ليس لديهم فكرة عن تاريخ واعلام بلدهم؟

وهنا تكمن مشكلتنا التي تشابه فقدان مادة الجيلاتين في فقرات العمود الفقري ويصاب معها الإنسان بآلام الديسك، للأسف الشديد أصبح البعض ممن يدخلون الإعلام فقط لمجرد الشهرة وهم لا يحملون ثقافة إعلامية تعكس إعلام وتاريخ الكويت، والخطأ ليس منهم بل الخطأ ممن يجعلونهم يخطون بأقدامهم داخل المجال الإعلامي، وتلك هي مشكلتنا في مجتمعنا نسمع عن البعض قد أصبحوا منارة للإعلام الكويتي وللأسف عندما يسألون أو يتواجدون في الأوساط الإعلامية تجدهم فقراء في إعلام بلدهم، ومن هنا وجب على المؤسسات الإصلاح، فالديسك علاجه إما العلاج الطبيعي أو الحقن أو في بعض الأوقات عندما تكون الحالة خطرة يلزم لها إجراء عملية، أما الإعلام فلا بد على المسؤولين سواء كانوا جهة حكومية أو خاص أن يقوي بعض الإعلاميين من خلال دورات تثقفهم في تاريخ الإعلام وكيفية المحاورة وآداب الحديث حتى نستطيع معالجة الديسك الاعلامي بأن نعالج الديسك الإعلامي.

كلمة وما تنرد: «كل فن يحمل نورا إلى الآخر»..... فولتير.

nermin-alhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا