د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

مولد وصاحبه

المولد هو احتفال شعبي يقوم به بعض الأفراد لإحياء ذكرى لرموز مذهبية أو طائفية، وكل منهم يختلف في طرق الاحتفال وبعيدا عن هذا وذاك إلا أننا في الوطن العربي اليوم أصبحنا نتشابه معهم، ولكن، بماذا؟

فقط في كلمة «المولد» وهو ما يعني الاحتفال، أما المحتفى به فللأسف لا أحد يعلمه، نعم ذلك أصبح وضع الوطن العربي «مولد» ولكن من هو من نقوم بإحياء ذكراه «غائب» أو إذا صح المعنى مجهول، وهذا ما أطلق عليه أهل مصر في أمثالهم الشعبية «مولد وصاحبه غايب»، وهذا بالفعل أصبح وضعنا الراهن، ولا يقتصر الغياب على المحتفى به فقط، بل أصبح الوطن العربي بأكمله مغيب، فقط الكل يقيم الاحتفالات والمواكب وكل له طرقه في احتفالياته، وبالرغم من أن المحتفى به والمحتفين له غائبين إلا أن موالدهم تتشابه في شيء واحد وهو «الحزن»، وهنا تكون الأمة العربية أنجزت في تغيير سمات المولد التي تعتمد على الفرحة، أما الآن فأصبحنا نقيم احتفالياتنا على الأحزان من دماء النساء والأطفال، تلك أصبحت موالد الأمة العربية برغم اختلاف الأجناس والأطباع واللهجات إلا أن ما يربط احتفالياتهم أصبح هو دم الشهداء الذي نقيم عليه في كل يوم احتفاء بذكراهم من خلال دماء جديدة تسقي ما جف بالأمس.

المولد يحدث في السنة مرة هكذا كانت أعرافه في السابق، أما حاضرنا فأصبحنا نقيمه في كل يوم، بالأمس كنا نحتفل بذكرى شخوص معينة، أما اليوم فأصبحت الذكرى جماعية، في الماضي كانت الاحتفاليات للأحياء تحيي ذكرى موتاهم، واليوم أصبحت احتفالياتنا للأموات التي تموت ولم تجد من يحيي ذكراها، انهم العجائز والنساء والأطفال الذين يقتلون في كل يوم وتعددت الأسباب والاحتفالية واحدة سواء كانت حوادث أو قنابل أو جوع أو ظلم أو قهر، تلك هي رموز موالدنا ويبقى أصحابها غائبين لأنهم لم يجدوا من يذكرهم ليقم لهم مولدهم.

كلمة وما تنرد: من أشعار صلاح جاهين

إيه رأيك يا شعب يا عربي

إيه رأيك يا شعب الأحرار

دم الأطفال جايلك يحبي

يقول انتقموا من الأشرار

ويسيل ع الأوراق.. يتهجى الأسماء..

ويرسم سيف.. بهذا السيف

ويلمع لمعة شمس الصيف

في دنيا فيها النور بقى طيف

وساكتة على فعل الأباليس

الدرس انتهى لموا الكراريس

nermin-alhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا