د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليم إلى أين؟!

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «كل أمتي معافى ـ يغفر له ان شاء الله ـ إلا المجاهرون».. قالوا: كيف يا رسول الله؟ فقال: «يبيت الرجل فيعمل عملا بالليل ـ معصية ـ فيصبح وقد ستره الله، فيخبر الرجل يقول فعلت كذا وكذا، يكشف ستر الله عنه».

ولأن الله جل جلاله حليم ستار فقد جعل شرط إقامة حد الزنى وجود 4 شهداء، أي أصبح الفعل على الملأ بوجودهم فيكون في ذلك فساد للمجتمع، وإذا لم يتوافر عدد الشهود حتى لو كانوا 3 لا يقام الحد.. لماذا؟ لأن الله لطيف بعباده، ولم يكن هذا فقط في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم بل امتد للخلفاء الراشدين ومن تبعوهم، وخير مثال لنا، لا الحصر، الفاروق رضي الله عنه عندما مر ذات يوم بطريق فرأى رجلا وامرأة يزنيان، فقال: أيها الناس رأيت بعيني وسمعت بأذني، فقال له الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه: يا أمير المؤمنين، أمعك أربعة شهداء؟ فقال: لا، فقال له علي بن أبي طالب سلام الله عليه: ان نطقت باسميهما جلدناك ثمانين جلدة، قال: يا علي رأيت بعيني وسمعت بأذني، فقال علي: حد في ظهرك إن نطقت باسميهما.

ذلك هو الإسلام وتلك هي قوانينه التي لابد أن تغرس في أجيالنا، وكيف تغرس؟ من خلال التربية والتعليم، وهنا نقف عندما نقوم بقراءة بعض التغريدات لبعض المعلمين الذين هم من المفترض قدوة للجيل الجديد بل هم من أمنتهم الأسر على أولادهم، ولكن اليوم أعتقد أن المسؤولين عن التعليم لابد أن يعيدوا النظر في البعض لأنهم غير أكفاء لما اسند إليهم من مهام، وقد يسأل البعض: لماذا كل هذا التحامل عليهم؟ ما أتى من كلمات البعض في تغريداتهم للأسف تستنكرها جميع قواميس اللغة، فمن يكتبها لابد أن يقام الحد عليهم.

عفوا تلك السطور كانت الحقيقة لما أكتبه، فما أستنكره اليوم اعتقد أن المجتمع ككل يستنكره بما وصل إليه الحال ببعض المعلمين من الانحدار في التعليم والقيم الإسلامية، قضيتنا اليوم تتلخص في بعض أعضاء هيئة تدريس يقومون بالتغريد بينهم ضد زملائهم واتهامهم بأبشع الاتهامات في سلوكهم وأخلاقهم، والسبب إرضاء مسؤوليهم وتناسوا رضا الله عز وجل.

اليوم أكتب باسم ابنة التعليم وأرفض ما وصل اليه الحال من انحدار إسلامي وأخلاقي وتربوي، فما هو حال من يتولى المناصب بأن يرتضي تلك التهم التي تحملها سطور بعض المغردين الذين ينتمون للمؤسسة؟! ان ما يسيء لفرد في مؤسسة يسيء للكل، فما الحال إذا كانت تلك المؤسسة لتعليم أجيال؟! كيف تريدون أن ينظر لنا المجتمع ونحن نقوم باتهامات باطلة لعدم توافر شروط الإسلام «أربعة شهود»؟! كيف تريدون أن تعطينا الأسر الثقة والأمان على أولادهم وهم يقرؤون تلك التغريدات التي تشمئز منها الأبدان مما تحملها من ألفاظ ترفضها جميع الأديان السماوية؟! أين كرامة المعلم عندما يجد أن البعض يقومون باتهام زملائهم بأبشع الجرائم التي حرم الله عز وجل؟! كيف يقدر المرء ان يقول انه ينتمي لمؤسسة تعليمية يتداول بها شبهات حرمها الله عز وجل؟! أين قيم الإسلام يا أمة اصطفاها الله عز وجل على باقي الأمم؟!

كلمة وما تنرد: أين العقاب لهؤلاء كما أوصى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأين هم من الفاروق رضي الله عنه يا معالي وزير التعليم؟!

nermin-alhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا