د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

لن يسجل التاريخ؟

لم تشتهر مظاهرات وثورات منذ أن عرفها التاريخ العربي وسجلها في طيات صفحاته مثلما اشتهرت مظاهرات «الربيع العربي» ورغم هذا إلا أن الأقلام توقفت عن التسجيل والتدوين في سجلات التاريخ، لماذا؟ لأن ما نراه ونسمعه ليس مظاهرات أو ثورات بل مهاترات لأجندات خارجية ومذابح لا نعرف من العدو فيها لأن أقطابها كليهما من الأمة العربية فأين المستعمر ليقوم «الربيع العربي»؟!

عندما خرج كل من سعد زغلول وجميلة بوحيرد وغيرهم من الثوار والمناضلين من جميع أنحاء الدول العربية ضد المستعمر الأجنبي لم نسمع قط منهم أو من شعاراتهم أو خطبهم ما يسيء للآخر أو التهجم بالألفاظ غير اللائقة على الأنظمة التي تحكم بها، بل كنا نجد فحوى كلماتهم وخطاباتهم للشعب وللأمة العربية والعالمية كانت تأخذ طابع الرقي وانتقاء الألفاظ لأن من يطالب بالحرية لا بد عليه من احترام حرية الآخرين. وهنا نجد أن التاريخ قام بتسجيل خطبهم ونضالهم في سجلاته لما تحمله ثوراتهم من قضايا يفتخر بها التاريخ العربي، ولكن اليوم توقفت الأقلام وانتهت الكلمات وأصبح التاريخ العربي ينظر إلى ما يحدث بحالة من الاشمئزاز بما يسمعه من كلمات دون المستوى لا يقدر التاريخ أن يسجلها في صفحاته احتراما وتقديرا لزعماء ومناضلين سابقين سالت دماؤهم من أجلنا ومن أجل حريتنا واليوم يأتي من يريد أن يغير التاريخ ومعاني النضال من أجل ماذا؟

من أجل الثراء والكراسي وحسابات لا نعلم سريتها، وإذا قرأنا تاريخنا وقمنا بمقارنة مع من نسمع عنهم الآن ومن سبقوهم فسنجد أن من سجلوا أنفسهم في تاريخ الأمم فعلوا ذلك باسم الأمة العربية واستقلالها من الدول المستعمرة نجد بأن نضالهم كان مبنيا على حب الوطن وحرية المجتمع ولم يبن على الفتن وتطبيق أجندات خارجية، تلك كانت المفارقة مابين تاريخ الأمة العربية وما بين «الربيع العربي» الذي لن يسجل في التاريخ؟

كلمة وما تنرد:

يقول الإمام علي عليه السلام: «كن في الفتنة كابن اللبون لا ضرعا فيحلب ولا ظهرا فيركب».

nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا