د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الله يرحم الفن الأصيل.. يا نورا

بين التغريدات السياسية والتصريحات الفردية التي جعلت من عالم «تويتر» محطة إخبارية منفردة بذاتها قد تكون بعض معلوماتها صحيحة وقد تكون أكثرها خاطئة، ولكن ما استوقفني من بعضها إحدى المغردات «نورا» والتي كانت تغريداتها تتسم بالطابع الفني السياسي فأخذت كلماتها تدمج سطورها ما بين واقعنا السياسي الراهن والفن القديم، وبالفعل كانت مناظرة أخذت طابعا خاصا لها، وهي كيفية استحضار الماضي للحاضر بحرفية تحسب لعصفورتنا «نورا»، فنجدها بدأت تغريداتها بكلمات سيدة الغناء العربي التي تغنت «إنما للصبر حدود» وقامت بدمجها مع ما يحدث على الساحة السياسية ورفضها لما وصل إليه الحال بنا من خلال تغريداتها عندما كتبت «إنما للصبر الحدود»، ومن هنا بدأنا نغرد من خلال الإسقاطات الفنية ودمجها بالسياسة، وأصبحت تغريداتنا تأخذ نفس الوتيرة الفنية السياسية وأخذت السطور والكلمات والأحرف تدمج من هنا ومن هناك من الخليج إلى الوطن العربي، فاقتبست تغريداتنا الكثير من الفنون الجميلة التي استحضرت من الزمن الجميل، منها على سبيل المثال لا للحصر أغنية «حسيبك للزمن» وبعض حوارات مسرحية «دقة الساعة» وأيضا مسرحية «حامي الديار» ودمجها بالوضع الراهن وأخيرا سألت مغردتنا «نورا» بأحرف تملؤها السعادة: أصبحنا نناشد ونكتب للسياسة من خلال الفن؟ فقمت بالإجابة: «ان السياسة والفن وجهان لعملة واحدة»، وهنا سألتني: أين ذهب ذلك الفن الجميل؟

نعم أين أصبحت الكلمة؟ وأين ذهب معناها؟ بالأمس كانت سبل العيش قليلة وصعبة على الكثير من فئات المجتمع ورغم هذا إلا أننا كنا نجد الكلمة تدوي في سماء الفن بمعناها بل تترك بصمة في سماء الابداع العربي، أما اليوم فقد أصبح الكثير منا ينعم بسبل العيش الكريمة ولكن الكلمة لم تنعم بتلك الرفاهية، فأصبحت فنوننا تحمل الكثير من المعاني لكلمات غير مفهومة مبهمة كالوقت الذي نعيشه فهو مبهم غير معرف ما خطوطه ومستقبله، فعملتنا أصبحت ليس لها قيمة لأن فنوننا أصبحت لا تحتوي على حبكة أو خط درامي يتماشى معه الفكر ليصل إلى النهاية بل أصبح الصراع مشتتا ليس له أقطاب معرفة ليدرك الذهن ما هويته وأسبابه فأصبحت فنوننا لا تمتلك قضية لتكمن بها الذروة وتقدر الأقلام بحلولها، فكيف تكتب الكلمة لواقع بأقلام غير واقعية يا «نورا»؟!

كلمة وما تنرد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني».

nermin-alhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا