تمر على الإنسان مواقف في حياته قد تكون له عبرة لواقعه العام ومن الممكن أن تقدم له حلولا جذرية لقضايا عامة.
وقبل التطرق لقضيتنا وحلولها دعونا نذكركم بموقف حدث لنا أتت منه فكرة «مضاد حيوي» عنوان مقالتنا: مع بدايات الأسبوع وتكبيرات صلاة العيد أصيبت احدى صديقاتي الأعزاء «بكيس دهني» ما بين الرقبة والعمود الفقري وأدخلت إلى المستشفى، في بادئ الأمر اجتمع الاطباء على أن يقوموا بإجراء عملية جراحية لاستئصال ذلك الكيس الذي يجمع الكثير من النفايات المضرة للجسم وتعارضت الآراء لخطورة العملية بسبب موقع الكيس في منطقة ما بين الجسم والرأس، وحفاظا على سلامة صديقتي اقترح أحد الأطباء بأن تعالج من خلال جرعات مكثفة من «المضاد الحيوي».
وبعد استقرار القرار الطبي بدخول صديقتي إلى العناية المركزة وإعطائها المضاد الحيوي وكنت ملازمة لها طوال فترة العلاج، تبادلت أطراف الحديث مع عدد من الممرضات وبعض الأطباء لأخذ بعض المعلومات عن الحالة وكيفية إصابتها بذلك البلاء وما مدى مفعول المضاد الحيوي للقضاء على الكيس الدهني، وكانت الردود المجابة على اسئلتي تجعلني أفكر في واقعنا العام، ومن هنا تبدأ قضيتنا مصاحبة لحلولها فما أصيبت به صديقتي مثل ما أصيب به مجتمعنا من كائنات دخيلة تقوم بمحاربة الكائنات البناءة.
ما ابتليت به صديقتي ما هو إلا سائل من الجراثيم الملوثة سرى في الجسم إلى أن وجد مكانا فارغا في جسمها تجمع به وأصبح كيسا يهدد حياتها بالخطر، وهذا الوصف والتشخيص يشابه ما يحدث في مجتمعنا.. كائنات تهدم وتسير في المجتمع بحثا عن بؤرة من الفراغ تنصب به وتتجمع لتكون بؤرة فساد تفسد المجتمع ككل وتهدد كيانه بالخطر، تلك هي القضية أما حلولها فقد وجد الطب لها الحلول وهو «المضاد الحيوي» الذي قام بدوره بمحاربة تلك الكائنات الهدامة والقضاء عليها والحفاظ على روح الإنسان وصحته، واليوم علينا أن نبحث عن مضاد حيوي لقتل تلك الكائنات الهدامة التي تريد أن تهدم مجتمعنا، فهل نقدر على ذلك؟
كلمة وما تنرد: من كلمة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه ـ 19/10/2012: «لقد تابعت كما تابعتم ما شاهدته ديرتنا الحبيبة في الآونة الأخيرة من أحداث كانت ومازالت مبعث حزن وألم وقلق شديد لي ولكم جميعا بغير شك، أقول حزنا مما أراه من نظر فتنة هوجاء توشك أن تعثر بوطننا وتقضي على وحدتنا وتشوه هويتنا وتمزق مجتمعنا».
nermin-alhoti@hotmail.com