د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

كيف نفرح؟

الأعياد من خصائص المجتمعات والحضارات وجزء لا يتجزأ من نسيجها الديني، فالأعياد خاصية تتميز بها الأمم عن غيرها وتظهر من خلالها تماسكها الديني وقيمة حضارتها وتاريخها وتراثها الذي ينبع من اعتزازها بالاحتفالات بأعيادها، ولكن هذا العام غزا الربيع العربي الأمة الإسلامية وقام بتغيير نسيج حضارتها وجعل العيد مختلفا عن سابقه!

فالحضارة الإسلامية أعيادها دينية، والدين في أمتنا لا ينفصل عن الدنيا، وقد أنعم الله عز وجل علينا بعيدين يأتيان بعد عبادتين عظيمتين وهما: الصوم والحج، فعيد الفطر يسبقه شهر رمضان المعظم وعيد الأضحى يسبقه الوقوف على صعيد عرفات الطاهر، وقد شرعت هذه الأعياد بعد تلك العبادات لتكون فرحة لكل مسلم بطاعة الله عز وجل وسرورا بالقبول المرجو من العظيم الجليل الله عز وجل، ولكن أتى الربيع العربي ليقتل تلك الفرحة في نفوس أمة الإسلام!

قتلت الفرحة في الظواهر والطقوس المصحوبة بالأعياد ونخص اليوم عيد الأضحى فمن طقوس العيد الفرح، والفرح لا يعني فقط الابتسامة، بل فرحة القلب قبل المبسم، أسئلة كثيرة نسألها لصناع الربيع العربي لأنهم للأسف يقولون بأنهم مسلمون:

كيف نفرح وقلوبنا تتمزق على من يقتل في أرض الشام؟

كيف نذبح الأضاحي ودماء أمتنا تسيل على أراضينا؟

كيف نشتري ملابس جديدة لأولادنا وكثير من أبناء أمتنا أطفالهم عرايا؟

كيف نصل الرحم وهناك من يقتل أرحام أمتنا؟

كيف ندعو على من ظلمنا وهو من إخواننا في الإسلام؟

أيقبل الله بدعوة مسلم على أخيه المسلم، إن الله عز وجل ورسوله المصطفى أوصى بأمتنا، وخيرها عن باقي الأمم وأنتم يا من تحملون شعار «الربيع العربي» قمتم بنقض العهد وتمزيق الوصية وأصبحت أيديكم ملطخة بدماء أمهات وأطفال من أمتكم والسبب «الحرية والمساواة» وتناسيتم أنكم جعلتم كل بيت في أمة الإسلام لا يعرف الفرح في هذا العيد، ومن هنا نسألكم كيف نفرح؟

كلمة وما تنرد: «أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت».

من خطبة الوداع ـ الرسول صلى الله عليه وسلم.

nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا