«السامبا» هي رقصة برازيلية من أصول أفريقية، و«الرومبا» أيضا من نفس الموطن، ولكن اليوم لن تكون سطورنا عن تاريخ وأصول الرقصتين، ولن تكون كلماتنا عن كيفية أدائها، بل اليوم قضيتنا تنحصر في الأمهات اللاتي يتخذن من الغرب قشورا فقط، تلك حكايتنا التي بدأت عندما اجتمعت مع إحدى نساء المجتمع وللأسف أنها إنسانة تربوية وقبل أن نخوض في قضيتنا يجب التنويه إلى أننا لسنا ضد الرقص وفنونه بل إننا ضد سوء التربية ومن هنا تبدأ قضيتنا التي تنحصر ليس فقط في المرأة التي قابلتها بل يوجد الكثير من تلك النماذج في مجتمعنا.
في أحد التجمعات الراقية وجدت امرأة في أواخر الأربعينيات من العمر تضحك ضحكات هستيرية كما لو أنها تريد تقول للجميع «أنا هنا» وبالفعل الكل كان ينظر لها بصورة اشمئزازية من ضحكاتها وحديثها المستمر مع الجميع دون معرفة لهم بها، واقتربت من مجموعة النساء اللاتي كنت أجلس معهن وإذا بها دون تحية لنا تسأل: من منكن تعرف ترقص «السامبا» و«الرومبا»؟ ارتسم الاستغراب على وجوه البعض والبعض الآخر ابتسم، وإذا بي أسألها: ما تشرفنا بحضرتك؟ فقامت بتقديم نفسها لنا، وعرفت أنها تعمل عضو هيئة تدريس في إحدى الجامعات وأنها متزوجة ولديها طفلان، ومن ثم سألت عمن تعرف منا إحدى الرقصتين؟ فالكل أجاب بأنه لا يعرف، وإذا بها تقول إنها درستهما على أيدي خبراء وأخذت شهادة عليا فيهما، ونحن نصمت بما تسرد لنا عن تاريخ دراستها لـ«السامبا» و«الرومبا»، وإذا بصديقتي تقوم بسؤالها عن أولادها ودراستهم وعن نوعية عمل زوجها، فوجدنا أننا أمام امرأة فارغة لا تعلم عن منزلها شيئا ولا تعلم عن الحالة السياسية أو الاقتصادية شيئا، امرأة مجردة من المعلومات فارغة كزجاجة للمياه الغازية فقاعاتها كثيرة وضررها أكثر من فائدتها.
تلك المرأة لو بحثنا في مجتمعنا فسنجد مثيلا لنموذجها السيئ في تربية النشء، فـ «الرومبا» و«السامبا» نموذجان من أشياء كثيرة أصبحنا نسمعها من نساء يتباهين بالرقي والثقافة مع العلم أنهن فقط أخذن قشور الغرب ولم يأخذن أسس حضارتهم وتقدمهم في العلم والتربية، تلك هي قضيتنا نساء يرتدين عباءة العلم والرقي والتقدم وهن لا يحملن من الثقافة إلا «السامبا» و«الرومبا»، فكيف سيبنين النشء؟!
كلمة وما تنرد: «الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق» أمير الشعراء.
atach_hoti@hptmail.com