د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

2134

مع بداية الأسبوع نشر خبر في جميع صحفنا اليومية تحت عنوان 2134 فردا من «البدون» عدلوا أوضاعهم حتى نهاية أغسطس، تضمن الخبر تفاصيل لمن تقدموا من فئة البدون إلى الجهات المعنية لتعديل أوضاعهم القانونية بعد الكشف عن جنسياتهم كما بين كل ما قدمه الجهاز المركزي سواء على إعطائهم حق الكفالة الذاتية لمدة 5 أعوام وفق المادة 24 مع الضمان الصحي لهم وحق التعليم لأبنائهم مجانا، واختتم الخبر بأن ادارة تعديل الأوضاع بالجهاز المركزي مازالت تفتح أبوابها للمراجعين ممن يريد تعديل وضعهم القانوني في الدولة مع الاحتفاظ بجميع الامتيازات من الدولة لهم.

ورغم أهمية الموضوع سواء كان على الصعيد الداخلي أو الدولي إلا أننا لا حظنا انه لم يلق الاهتمام الإعلامي الكافي سواء أكان في صياغة الموضوع الذي اقتصر بوضعه خبرا صغيرا أخذ على الصفحات الأولى وبالرغم من تواجده في الصفحات الأولى إلا أنه أهدر حقه السياسي قبل الإعلامي!

نعم فقضية غير محددي الجنسية أو بمعنى آخر «البدون» شغلت الوسط السياسي الداخلي للدولة وأيضا الدولي، بل إذا قمنا بعمل مسح للقراءات الصحافية نجد أن قضية «البدون» كانت تتصدى الإعلام الكويتي في الطرح المضاد ضد اللجنة المسؤولة والجهاز الذي يدير تلك القضية وكان هذا متواجدا في الكثير من اللقاءات الصحافية لبعض المسؤولين للجمعيات الانسانية ومطالبة بحقوق الإنسان أو بعض كتاب المقالات الذين كانت أقلامهم سيفا ظالما لمسؤولي الدولة، ومن ذلك الزخم الصحافي في السابق نجد اليوم عندما بدأت القضية بالحل الجذري ومصداقية الحكومة في التعامل مع هذه القضية لم نجد تلك الأقلام تكتب ولم نسمع تلك الأفواه التي رمت بعض المسؤولين بالظلم مع العلم بأن الحقيقة بدت لهم كسطوع الشمس في أعينهم، بل الأغرب من هذا لم نجد أي تصريح من لجنة «البدون» البرلمانية يشيد بعمل اللجنة المركزية ودور الحكومة لحل القضية.

للأسف الشديد أصبح أغلبية الإعلام في الكويت يريد فقط تهييج الشارع والاكتساب من قضايا هي بالفعل ليست للإعلام لأن قرارها سيادي وليس شعبيا، ومن هنا تكمن قضيتنا بأن أغلبية الإعلام ليس فقط في الكويت بل في العالم ككل أصبح يبحث فقط عن الإثارة وخير مثال ـ ما ذكرناه في السابق ـ قضية البدون بالأمس كان الكل يلعب على أوتارها ضد الدولة واليوم عندما قام بعض الأفراد بالاقتناع بأن من شرى قضيتهم ما هم إلا أبواق وأقلام كاذبة ولا مفر لهم إلا اللجوء للدولة لإعطائهم الحلول الصحيحة وهذا ما تم بالفعل ولكن السؤال: أي انصاف الإعلام للدولة؟ للأسف فقط اقتصروا على خبر «2134».

كلمة وما تنرد:

«أنا لا أومن بالظروف.. الناجح في الحياة هو من يسعى للبحث عن الظروف التي يريدها.. وإن لم يجدها يصنعها بنفسه». (جورج برنارد شو)

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا