(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ـ الأنبياء: 107).
الرحمة تلك الكلمة التي تحمل المعاني الكثيرة سواء بالفعل أو بالقول، ولكن في هذا الزمن أصبحت عملة نادرة ولا نعلم لماذا؟ هل الزمن جعل قلوبنا تجف من معاني الرحمة، أم أصبحنا في زمن يفتقدها؟! إن الله عز وجل عندما بعث لنا الحبيب المصطفى أرسله رحمة لبني البشر، بل اذا تعمقنا بإسلامنا والقرآن الكريم وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نجد أن أسس ديننا هي «الرحمة»، فإذا كان «الرحمن» و«الرحيم» هما من أسماء الله عز وجل فكيف تفتقد قلوبنا صفات المولى وهو الرحيم بعباده فكيف لا نكون رحماء بأنفسنا وبأقاربنا وبمجتمعنا؟!
ها نحن في الأيام المباركة «العشر الأواخر» نقترب من الله عز وجل بقيام الليل وقراءة القرآن ونكثر من الصدقات ونستغفر الله عز وجل من خطايانا لنيل «ليلة القدر»، ولكن قبل ذلك لابد أن يمتلئ القلب بالرحمة عندما نقابل الرحيم، تلك السطور اكتبها وقلمي يتألم مما قرأته في إحدى الرسائل التي بعثت لي من إحدى القارئات وهي تشتكي الحال من أولادها الذين قامت على تربيتهم وجعلتهم في أكبر المناصب في الدولة، القصة بالمختصر المفيد تنصب في أولاد نزعت الرحمة من قلوبهم مع العلم انه عندما تتعرف على أسمائهم تجدهم ممن يطلق عليهم «المتأسلمون».
لن نخوض في الشخصيات ولكن سنطرح القضية لتكون عبرة لمن لا يعتبر، القصة تتكون من مرأة أجنبية غير متعلمة تزوجت من رجل كويتي وأنجبت 4 أولاد وقامت على تربيتهم، وبعد فترة طويلة طلقت وعاشت في بيت زوجها لتربي أولادها إلى أن كبروا وتوظفوا وأصبح البعض منهم يمتلك مناصب رنانة بل أسماء لامعة في المجتمع. المهم.. الأب توفي رحمه الله وجعل مسكنه وقفا ليضمن لأولاده سكنا بعد وفاته، ومن هنا تبدأ القضية، فالأولاد يريدون البيع مع العلم بأن جميعهم لديهم بيوت وهذه ليست قضيتنا، فقضيتنا هي الأم أين تذهب بعد بيع البيت؟! فجميع أولادها يرفضون أن تسكن معهم، وهنا تنتهي قصتنا وإذا طرقنا أبوابا كثيرة في مجتمعنا فسنجد صورة تلك المرأة نموذجا يتكرر في قلوب لا تحمل الرحمة، وللأسف تجدهم يطلبون الرحمة من الرحيم في العشر الأواخر.
كلمة وما تنرد:
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ـ النساء: 36).
Atach_hoti@hotmail.com