د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

غرفة (10) يا وزير الصحة

قد تتشابه الغرف عما سوف أسرده لكم اليوم من كلمات نصف بها استياء كل مراجع يقوم بمراجعة وزارة الصحة أو أحد مبانيها سواء أكانت مراجعة للعلاج أو للمعاملات فكلتاهما سواء في تلك الوزارة من حيث أداء الموظفين فيها وهذا لا يعني أنه لا يوجد بها من يراعي الله في عمله ولكن النسبة التي تغلب على الشكل الظاهري لتلك الوزارة للأسف المظهر غير الحضاري وهذا ليس افتراء ولكنه الحقيقة، بالأمس القريب تحدثنا عن الأجهزة وكثرة أعطالها ولا يوجد لها البديل، والكثير من الأقلام التي دأبت على الرصد اليومي لتلك الوزارة ولكن للأسف الشديد لا شيء يتغير بها إلا منشآت جديدة دون أن يسكنها أحد وهذا ليس بموضوعنا اليوم، ولكن كلماتنا اليوم تخص غرفة رقم (10) والتي تحل في مبنى المجلس الطبي العام.

في البداية تلك الغرفة من يعمل بها يعد مثالا يشوه صورة المرأة العاملة ومن ثم أيضا هي صورة للموظف الذي لا يراعي الله في عمله، الموضوع كان في صبيحة يوم الاثنين عندما ذهبت لعمل إجازة لأختي واعتمادها من المجلس، علما بأنني داومت يومين في المجلس الطبي قبلهما لاستخراج الملف، المهم انهينا المعاملة ولم يبق إلا الطباعة وإذا بالمسؤول يوجهني للذهاب إلى غرفة (10) فذهبت وإذا بفتاة تقول لي اذهبي غرفة (25) فتوجهت إليها مسرعة لأنني أريد أن أنهي المعاملة وأذهب إلى عملي، ولكن عندما ذهبت إلى غرفة (25) وجدت من يستلم على الشباك يقول لي «راجعينا باجر» وهنا قمت بشرح مأساتي له وكيف أنني داومت عندهم ثلاثة أيام لتخليص كتاب الاجازة فإذا به يوجهني إلى المدير وقام المدير مشكورا بإعطائي ورقة صغيرة لغرفة (10) للطباعة فرجعت إلى نفس السيدة وقامت بأخذ الورقة ولم يكن يوجد عمل لدى الفتيات في داخل الغرفة ولكن كان يوجد عمل أعظم من تخليص ورق المراجعين وهو «الريوق طال عمركم» انتظرنا إلى أن انهوا فطورهن وبعد نصف ساعة قمت بالسؤال عن معاملتي وبدأ المراجعون في التزايد على تلك الغرفة وإذا بها تسأل صديقتها هل انتهت المعاملة بالطبع لا، لأن السيدة الفاضلة بعدما انتهت من الفطور قامت بالانشغال «بلاك بيري..طبعا لازم تصبح على صديقاتها والمراجعون بالطقاق ينتظرون»، المهم بعد ساعة كاملة من الانتظار ليس أنا فقط بل كان الكثير ينتظر فرج الله عليهم مع العلم بأن جميع الكتب تحتوي فقط على نموذج واحد يتكون من أربع سطور بمعنى أن الكتاب لا يتجاوز الخمس الدقائق ولكن ضمير العاملين في محلك سر وهذا لا يقتصر فقط على غرفة (10) لأنها صورة من الكثير من الغرف سواء في الصحة أو غيرها لا يوجد ضمير الموظف واحترام الوقت والعمل «بس مو هامهم غير الزيادات قالها بوسليمان.. شعوب».

كلمة وما تنرد: مادة 26 من دستور الكويت: الوظائف العامة خدمة وطنية تناط بالقائمين بها، ويستهدف موظفو الدولة في أداء وظائفهم المصلحة العامة.

Atach_hoti@hotmail.com

 

 

التعليق

x

إقرأ أيضا