لا زموتة تفيد ولا موتيليم يطيب
تلك الأسماء تنشق من الطب العربي والطب العام مثلها مثل أدوية أخرى تؤخذ لمن يعاني من القولون أو المعدة، فالطب العربي كان ينصح في السابق من يعاني من تلك الأمراض بأن يتناول الجعدة أو المرة أو الصبرة أو الزموتة والى الآن البعض يقومون بتناولها ولكن دون فائدة!
وإذا انتقلنا الى الطب المعاصر والأدوية الكيميائية التركيب فسنجد ان الأسماء تغيرت والتركيبات تطورت الى أن وجد كل من نكسيوم أو الوزيك أو الموتيليم، وكل ما ذكرناه ينصب لشيء واحد وهو تهدئة المعدة أو القولون، ولكن لو تساءلنا هنا: كم نسبة من يعاني من «مرض العصر»؟ إذا قمنا بعمل الجدول الزمني لقياس الحالات التي تعاني من هذين المرضين فسنجد ان في السابق كانت نسبة المصابين لا تتراوح بين 45 و50% أما اليوم فأصبحت النسبة 100% ممن يعانون من «مرض العصر» كما يطلق عليه أهل الطب.
السؤال هنا: ما الأسباب التي أدت الى تلك الزيادة؟ ان المشكلة لا تقتصر فقط على ما يتعلق بنسبة التزايد ولكن تكمن المشكلة في أعمار المصابين به، ففي الماضي كانت تتجاوز الأربعين فما فوق أما اليوم فأصبح مرض العصر يبدأ مع بداية المراهقة والنضوج أي 14 من العمر إلى ما شاء الله، وهنا يضيء الضوء الأحمر وهي علامة الخطر.
نعم أصبح المستقبل الذي ننتظره غامضا يحمل معه «مرض العصر» مع ما نعانيه من ضغوط كثيرة سواء أكانت في التربية أو التعليم، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف وصلت تلك الضغوط الى أجيال المستقبل؟ والإجابة ليست بحاجة الى التفكير العميق والتحليل الكبير لأن أساس الحاضر القائم على بناء مستقبلنا يحمل من الضغوط النفسية التي أصبحت في شخصية الحاضر، ومنه أصبح بناء الحاضر بغرس الآمال في المستقبل وابعاد تلك الإرهاصات النفسية السلبية على المجتمع والنتيجة أن لا زموتة تفيد ولا الموتيليم يطيب.
كلمة وما تنرد: «ما أحد يقول آه إلا من بلاه»
Atach_hoti@hotmail.com
إقرأ أيضا