منذ أيام تلقيت دعوة كريمة من احدى الصديقات على العشاء وبالفعل قبلت دعوتها وذهبت في الموعد المحدد، وأثناء تناولنا للعشاء تناقشنا في أمور كثيرة سواء على الصعيد السياسي العربي او الكويتي الى ان وصل الحديث الى ذروته وكانت الذروة لحديثنا هو ما نشاهده على الساحة البرلمانية في الكويت، وما يحدث فيها من صراع بين القطب التشريعي والقطب التنفيذي وما نتج عن تلك الصراعات المضادة من سلبيات أدت بتنمية الدولة الى نهاية غير مبشرة بخير، المهم في اثناء حديثنا كانت صديقتي تبحث عن فكرة اعلامية رسالتها الرفض التام من الشعب الكويتي على ما يحدث من صراعات سياسية اصبحت ليس لها اي معنى غير اضاعة الشعب والهوية الكويتية، ومن هنا بدأ الحوار والحديث يأخذ الطابع الاعلامي حيث كانت الفكرة المراد بها لا تحمل العنف ولا الاضراب ولا الشعارات، فقط البحث عن تيمة تحمل كل معاني الرفض من الشعب الى المسؤولين، وانتهى الموعد وبدأ التفكير في السؤال: كيف يتم تنفيذ ذلك؟
ومع بداية سكون الليل وصفاء الذهن واستغلال تلك الدقائق بالتفكير لوضع بعض الافكار لتلك الرسالة الاعلامية انهال على هاتفي الكثير من الرسائل بشتى سبل التقدم وجميعها تحمل عنوانا واحدا هو «بس ملينا» ومع ذلك الكم الهائل المفزع قمت بفتح احداها واذا بي أجد ما يبحث عنه المجتمع الكويتي، فعند مشاهدة المقطع المتضمن مع الرسالة وجدت كلمات تنطق باسم الشعب الكويتي وعبارات تحذر وتنذر بخطر لا نراه ومعاني اتت من رفض الواقع والمطالبة بالتغيير كل ذلك لم يستغرق اكثر من اربع دقائق ممتعة بواسطة رسالة اعلامية منفذة من خلال اغنية قام بغنائها الفنان «مشعل العروج تحت عنوان «بس ملينا».
بس ملينا.. كلماتها كانت صرخة من الشعب الكويتي الصامت والرافض على كل ما يحدث من صراعات للقوتين سواء كانت تشريعية او تنفيذية، فبالفعل الاغنية حاكت ما يريد ان يقوله الشعب لكل من يتحمل مسؤولية المجتمع الكويتي، نعم اتت الكلمات مع الايقاع المصاحب مع التصوير الذي ابدع من قام بالتنفيذ لها، عندما قام باختيار القبل والبعد كما لو اراد ان يقول اين كنا؟ وكيف اصبحنا؟ وهذا ما اراد الشعب الكويتي ما يريد قوله الآن: اين كانت الكويت في الماضي كانت في القمة والاولى في شتى المجالات سواء كانت سياسية او رياضية او اقتصادية او ثقافية، واليوم كيف اصبحت مع صراعات السلطتين على شفا حفرة، وهنا نقول الى كل من قام بتنفيذ تلك المعاني الجميلة التي تبلورت من خلال التصوير والاخراج والتنفيذ بالفعل اثبتوا أن الاغنية لها تأثير مباشر ولعل وعسى تكون وصلت للقوتين المضادتين ما يريد ايصاله الشعب الكويتي وهو: بس ملينا.
كلمة وما تنرد: «مصلحة الكويت ملتقى اهدافنا، وحمايتها منتهى غايتنا، وآية حبها ان نصون وحدتها ونحافظ على مكتسباتها، وحقها علينا اولى الحقوق بصدق الولاء ونقاء السريرة وسمو الفكر وحسن الاداء من اجل تقدمها وتطورها ورفعة شأنها». من كلمات سيدي حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد.
Atach_hoti@hotmail.com