بالرغم من التحليلات التي نقرأها ونسمعها على مدار اليوم إلا أننا لا نقدر إلا أن نقول جملة واحدة «خلص الكلام»، نعم فمع تصعيد الوضع السياسي العربي الراهن ومع نهاية الحلم العربي أصبحنا مقيدين ولكن قيودنا ليست سلاسل بل عبارات وجمل أصبحت هي قيد حرية وكرامة الأمة العربية، تلك العبارات التي أصبحت تأخذ بنا وتشتت أفكارنا من أفواه لا نعلم متي تعلمت الحديث؟ ومتي عرفت التنظير؟ وكيف أصبح لها جمهور؟ أصبح لكل فرد في الأمة العربية منظر ومحلل سياسي بينما في السابق كان لكل مجموعة زعيم سياسي، ومن هنا نقول لتلك الأفواه كفوا عن عقولنا بألسنتكم لأن ليس للحديث بقية.
بالأمس كان من يريد أن يصير زعيما سياسيا لابد عليه أن يعرف فنيات الخطابة بل لابد عليه أن يكون ملما بأمور كثيرة سواء أكانت على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي وغير ذلك بكثير، في الماضي كانت الزعامة هي المشاركة من أجل النيل منها تلك ما كنا نعرفه على زعمائنا سواء أكانوا سياسيين أو مناضلين أو ثوريين، اما اليوم «خلص الكلام» تبدلت الكلمات من الأفواه لتكتب بالأيدي وتبدلت القراءة ونهم على الاطلاع للمعرفة إلى المواقع الإلكترونية لنيل المعلومات البسيطة التي من الممكن أن تكون خاطئة، في عبق التاريخ كانوا الزعماء يمثلون أمة أما اليوم فلكل محلل ومنظر فرد من المجتمع فأصبحت الزعامة اليوم كالوجبة السريعة ليست لها طعم ولا مذاق فقط حشو وليس بكلام لأنه كما قلنا «خلص الكلام».
بين الأطلال لم يخلص الكلام لأننا إلى يومنا هذا نقول كان ولكن اليوم وغدا لن نقول شيئا لأنه أصبح لا يوجد شيء، بين طيات تاريخنا، نجد عندما كنا في فلسطين نتحدث عن ثورة الجزائر وإذا ذهبنا للرافدين وجدنا جمال عبدالناصر، رحمه الله، وإذا تنقلنا بين دول الخليج نجد مشاركتها لتحرير القدس كان الكلام يجمع الأمة العربية وقضايانا تحوم كل أرجاء موطننا العربي ولكن اليوم «خلص الكلام».
٭ كلمة وما تنرد: قال د.أحمد الربعي ـ رحمه الله: «الأوطان لا تبنى بالخطب الحماسية بل بالخطط الخمسية ولا تبنى بالبحث عن متآمرين خارج الحدود بل بالنظر في مرآة ذواتنا والاعتراف بأننا مخطئون».
atach_hoti@hotmail.com