د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

ألا دو.. ألا تري

تلك الكلمات قد لا نسمعها كثيرا وقد لا يعرفها البعض، «ألا اونا.. ألا دو.. ألا تري» حروف لا تتردد إلا في المزادات التي تباع فيها الأشياء الثمينة أو الأثرية وتلك الأماكن لها أناسها والمغرمون بها وفي بعض الأوقات تكون علانية عندما تكون الأشياء المبيعة مسموحا بها وفي بعض الأحيان تكون سرية عند بيع أشياء غير قانونية أي قطع أثرية «أملاك دولة»، تلك هي السلع المبيعة بها والتي لها فئة خاصة من المجتمع تكون مجنونة بامتلاكها، اما طريقة المزاد فهي تكون من خلال دعوة شخصية وليست دعوة عامة ومن ثم تعرض القطع كل قطعة على حدة وفي كل قطعة نجد مسؤول المزاد يعلن عنها مع وضع سعر مالي ليبدأ منه المزاد ويبدأ التصارع عليها من خلال رفع الثمن بين من يريدون اقتناء القطعة المتزايد عليها إلى أن يصل الثمن لأعلى فرد لا أحد يقدر أن يعلو عليه وهنا تنطق «ألا اونا.. ألا دو.. ألا تري» ويرسو المزاد على من أعطى الثمن الذي لم يعل عليه ويفوز باقتناء التحفة الأثرية.

ذلك ما كنا نعرفه في السابق عن المزاد ولكن اليوم أصبح المزاد تباع فيه أوطانا وأصبح المترددون على المزادات فئات لا تعرف معنى «وطن» لأنها بالأساس لا تعرف معنى الثمن، نعم الكل أصبح يزايد ولكن على ماذا؟ على الكرسي والثمن هو الوطن، تلك هي أمتنا العربية أصبحت مزادا علنيا وليس سريا لمن يدفع أكثر من الدول الخارجية أو الداخلية أيضا والمقابل هو السلطة وقبض زمام الأمور، بالأمس كانت المزادات ذات صبغة من الفئات الاقطاعية أو الرأسمالية أو الارستقراطية أما اليوم فأصبحت المزادات ذات صبغة حزبية أو شعارية ولن نخوض في الاثنين لأنهما ليس لهما أساس في مجتمعنا «عفوا» تلك هي الحقيقة فمن يزايد على وطنه لا يصنف من فئات المجتمع أو البشرية، ومن يعرض مجتمعه للكسب من قضاياه لا أعتقد أنه ينتمي لذلك المجتمع وبرغم من ذلك الصراع إلا انه إلى الآن لم يرس البيع على فئة ولم تبع الأوطان ولا نعلم متى نسمع عن أوطاننا وشعوبنا «ألا دو.. ألا تري» لنعرف من قام بشرائنا.

كلمة وما تنرد: قال أمير الشعراء أحمد شوقي

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا