تحويلات كهربائية
لكل وزارة تحويلة ولكل إدارة من دوائرنا الوزارية لديها مشكلة لم تحل إلى الآن، ولكل مشكلة سؤال برلماني لم يرد عليه، ورغم ذلك الكم الهائل من المشكلات المتواجدة في الهيئات الحكومية والتي تعد ضرورة للمجتمع إلا اننا نجد أن ما يشغل أغلبية نوابنا وقليلا من مجتمعنا «التحويلات المليونية» كما لو أننا لا نملك من الهموم الحياتية الكثير، سيل من العقبات التي تعيق النهوض والتقدم والإصلاح في المجتمع وللأسف نجد تلك العقبات لا تؤخذ بعين الاعتبار فقط تقتصر على سؤال برلماني وتبقى المشكلة في «محلك سر».
بالأمس القريب كنت أتحدث مع صديقتي لأطمئن عليها وعلى أحوال الكويت، ووجدتها خارج الدوام وبسؤالي لها عن أسباب خروجها قالت: كل عام وأنت بخير، الصيف بدأ؟ وهنا أخذتني الدهشة من العبارة وبعد السؤال ومعرفة الأسباب عما تقصده وجدت أن أجهزة المكيفات في العمل لا تعمل وهنا تبدأ رحلتنا مع بداية الصيف وبالفعل كما قالت صديقتي: كل عام وأنتم بخير الصيف بدأ!
نعم ففي كل عام ومع نهاية شهر أبريل نجد أن أعطالا كثيرة في أجهزة التكييف في الوزارات سواء أكانت لا تعمل أو يتساقط منها ماء أو أشياء كثيرة بعدم عملها، وبعد الإصلاح والتغيير لبعض الأجهزة والبدء في عملية التبريد تبدأ العقبة الثانية وهي التحميل الكهربائي الذي سيزيد عن معدله مع بداية تشغيل المبردات بأنواعها، ولكن هذا العام ليس كسابقه من الأعوام الأخرى فمشكلتنا ستكون أكبر من باقي الأعوام السابقة حيث ان شهر رمضان يبدأ في منتصف يوليو وينتهي في منتصف أغسطس أي أكثر الأشهر في ارتفاع درجة الحرارة في الكويت أي لا تقدر وزارة الكهرباء أن تطلب من الجمهور الترشيد الكهربائي لأنه لا يمكن أن يعمل بالترشيد في تلك الفترة سواء نهارا أو ليلا «اللهم إني صائم»، ويبقى السؤال: هل قامت وزارة الكهرباء بتغيير التحويلات والبلاكات الكهربائية؟ أم سنجد أثناء صيامنا وقيامنا بالقطع المتكرر للكهرباء وعند الاتصال بالمسؤولين نجد من يقول لنا: عفوا المحول انحرق لأن التحويلات الكهربائية التي به لا تتحمل الضغط الكهربائي الذي عليه.
وهنا نقف ونقول لنوابنا ألا يوجد منكم من يتبنى تلك القضية دون أسئلة برلمانية أو استجوابات إعلامية قبل وقوعها أم تنتظرون المصيبة تقع؟! أليست قيمة الكهرباء الإنسانية تساوي القيمة المليونية؟ أم أن الكهرباء لا تمتلك كما من الفضائح مثل «المليونية» لتصبح مادة إعلامية دسمه لكم؟
كلمة وما تنرد: قال توماس أديسون: «لا تكن أرضا يداس عليها.. بل كن سماء يتمنى الجميع الوصول إليها».
atach_hoti@hotmail.com
إقرأ أيضا