د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

هذا هو الإسلام يا أهل السياسة

في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع ونشاهد عبر القنوات الفضائية الكثير ممن يقومون بالفتاوى الإسلامية، بعضهم يحرم ما لم يحرم، والآخر يحلل ما ليس بحلال، وأصبح يضرب بنا ما بين الحرام والحلال إلى أن أصبحنا كالموج في بحر هائج يغرق به من لا يعلم حقيقة ومبادئ الإسلام!

عفوا لن أخوض في مبادئ الإسلام ولن أقوم بالتفسير والاجتهاد، والسبب بسيط جدا لأنني لست من أهل الفقه والاجتهاد، ولكن اليوم أبدي الرأي كأي مسلم يرفض أن يكون كل أبناء الأمة الإسلامية مراجع فقهية دون دراسة وعلم ودون بحث واتباع لمرجعية تبنى عليها أسس ما يقوم بتحريمه وتحليله، تلك هي الحقيقة فالبعض منهم عندما نقوم بالبحث عن حديثهم في شريعتنا لا نجد أساسا لها، بل لا نجد لشخصهم الكريم سيرا ذاتية في مجال الفقه الإسلامي ولا كتبا مؤلفة أو على الأقل مقالات لهم في الشريعة الإسلامية تجعل قلوبنا تطمئن بأن ما حللوه أو قاموا بتحريمه أتى من دراسة وافية للشريعة والفقه الإسلامي، تلك العدوى «الحرام والحلال» أصابت أهل السياسة أيضا فنجد أصواتا سياسية كثيرة من مختلف الدول العربية أصبحت تنادي بالحلال والحرام بدلا من المناداة بحلول قضايا الأمة ووضع خطط لسبل العيش الكريم لشعوبهم، تلك الشعوب التي أعطت أصواتهم لمن أصبحوا يحرمون ويحللون بدلا من الدفاع عن حقوق المواطنين الذين وثقوا بهم وقاموا بإعطائهم أصواتهم ليصبحوا لهم صوت الحق بالدفاع عنهم في مجالس الأمة.

وهنا تذكرت قصة لأمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز، رحمه الله، لعل الكثير قرأها ولعل البعض الآخر لم يقرأها، تلك القصة تضع بين سطورها أوليات العيش الكريم وكيف تكون سماحة الإسلام، أسردها اليوم لمن لم يقرأها لكي يدرك ما هي متطلبات المجتمع، وأذكر في سرد حروفها لمن نسي ما هي مبادئ الإسلام لعل الذكرى ترد البعض عما يحللونه ويحرمونه وينظرون لمطالب أمتهم العربية، يقول تاريخ أمتنا الإسلامية انهم جاءوا إلى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز بأموال الزكاة فقال: «أنفقوها على الفقراء»، فقالوا: ما عاد في أمة الإسلام فقراء. قال: فجهزوا بها الجيوش. قالوا: جيوش الإسلام تجوب الدنيا. قال: فزوجوا الشباب، فقالوا: من كان يريد الزواج فقد زوجناه، فقال: اقضوا الديون على المدينين. «فقضوا وبقي مال». فقال: انظروا إلى المسيحيين واليهود من كان عليه دين فسددوا عنه». ففعلوا ذلك وبقي مال». فقال: أعطوا أهل العلم. «فأعطوهم وبقي مال». فقال: اشتروا بها قمحا وانثروه على رؤوس الجبال لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.

كلمة وما تنرد: قال عمر بن عبدالعزيز ـ رحمه الله: من أراد أن يصحبنا فليصحبنا بخمس: «يوصل إلينا حاجة من لا تصل إلينا حاجته، ويدلنا على العدل إلى ما لا نهتدي إليه، ويكون عونا لنا على الحق، ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس، ولا يغتاب عندنا أحدا».

 atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا