خمسون عاماً يا أهل الثقافة
منذ أيام كانت ذكرى الكاتب العالمي «وليام شكسبير» وكانت ذكراه هذا العام لها طابع خاص وذوق متعدد الثقافات، فلكل دولة متحضرة طريقة في الاحتفال ولكل منظمة وهيئة ثقافية لها رسالة تريد توصيلها في هذا اليوم للعالم، فعلى سبيل المثال لا للحصر قامت اليونسكو باحتفالها لهذا العام في تلك المناسبة بالدعوى والحث على القراءة من خلال روايات «وليام شكسبير». وإذا قمنا بعمل بحث عن الاحتفالات الأخرى المقامة في شتى الدول الأوروبية وقليلا من الدول العربية في هذا اليوم 23/4 نجد أن لكل دولة ولكل هيئة ثقافية شكلا ثقافيا مختلفا عن الآخر إلا أننا نجد أن المملكة المتحدة جعلت احتفالها مميزا ثقافيا ودوليا لهذا العام؟ فمع تزامن ذكرى شكسبير واقتراب افتتاح مهرجان الألعاب الأولمبية والمقام هذا العام في المملكة المتحدة قامت بدمجهما وجعلت شعلة بداية المهرجان الأولمبي لهذا العام تكون إنارتها من الثقافة من خلال الأعمال المسرحية لرائد المسرح الإنجليزي «وليام شكسبير».
انجلترا طبقت قاعدة هذا العام للجمهور الذي سيتردد على المهرجان وهي «العقل السليم في الجسم السليم» فالثقافة غذاء العقل والروح والرياضة هي بناء الجسم وهذا ما قدمته انجلترا لجمهورها في مهرجان الألعاب الأولمبي هذا العام، فمع ذكرى كاتبنا بدأت فعاليات المهرجان الأولمبي من خلال العروض المسرحية التي شاركت فيها الكثير من الفرق المسرحية من مختلف أنحاء العالم بلغات مختلفة وبرؤى مسرحية متعددة ومن هنا أعطت المملكة ثقلا فكريا للمهرجان الرياضي بل جعلت شريحة كبيرة من العالم تردد عليه وتقوم على متابعة أخباره، فلم تقتصر فقط على عشاق الرياضة بل قامت بدمج أهل الفكر وأهل الرياضة وتلك هي المعضلة، تخطيط وتفكير للتميز من خلال جمع الكثير من الطبقات والشرائح والفئات من المجتمع وبهذا تميزت المملكة المتحدة باحتفالياتها بين العالم وجمعت الكثير من الفئات تحت مظلة المهرجان وطبعت ذكرى ثقافتها في التاريخ الرياضى ومن هنا تبدأ رسالتنا لأهل الثقافة في الكويت ونخص بهم «المسرح» ماذا أعددتم لتخليد ذكرى خمسين عاما على الدستور؟
هذا العام كانت ذكرى خمسين عاما على الدستور الكويتي ولم نجد أي عمل مسرحي قدم ليخلد تلك الذكرى، مع بداية عام 2012 كانت كلمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه انطلاقة للبدء باحتفاليات خمسين عاما على الدستور ووجدنا أعمالا غنائية ومجهودات فنية متميزة كثيرة قدمت وشملها والدنا وقائدنا أمير البلاد حفظه الله ورعاه برعايته وبحضوره ولكن رغم تلك الاحتفالات لم نجد دقات المسرح تقرع لانطلاق عمل يشيد تاريخ حرية الكويت، فاختفت أنوار المسرح بين الأعمال المقدمة للاحتفال باليوبيل الذهبي للدستور، فأين المسرح يا أهل الثقافة من خمسين عاما على دستور الكويت؟!
بالأمس كانت مسرحية «فرحة أمة» التي عرضت بمناسبة اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي عام 1985 في الكويت ولاقت صدى ليس فقط في الكويت بل على المستوى العربي بأكمله وتميز ذلك الاجتماع بأنه جمع ما بين الثقافة والسياسة وهما وجهان لعملة واحدة، واليوم ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لدستور الكويت لم نجد من هم مسؤولون عن الثقافة يقومون بعمل مسرحي يخلد الذكرى الخمسين للدستور لتتذكره الأجيال القادمة ويكون صداه عربيا قبل أن يكون خليجيا، ومن هنا نسلط الضوء على الثقافة ومراكزها ونسأل:هل الثقافة أصبحت تقتصر فقط على أسابيع ثقافية والمهرجانات المحلية؟ أم أن اليوبيل الذهبي للدستور لم يسجل في أجندة الثقافة الكويتية؟
٭ كلمة وما تنرد: «أعطني مسرحا أعطك شعبا مثقفا».
atach_hoti@hotmail.com
إقرأ أيضا