د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أين نحن من تاريخنا العربي؟

لكل حضارة تاريخ ولكل أمة بصمة في سطوره، ولكن تاريخ العربي ممتد لم ينته؟ ومن هنا تبدأ كلماتنا من الذين يريدون إنهاء تاريخ الأمة العربية، نعم فتاريخ الأمة العربية باقي طالما نحن باقون، ولكن للأسف أجدادنا جعلوا ماضينا يذكر في حاضرنا ولكن من أتى في الحاضر أوقف ما سيكتب للمستقبل!

هي ليست معادلة حسابية نريد نتيجتها ولن تكون معضلة في اللغة العربية لتفكيك قواعدها بل هي الحقيقة في إنهاء تاريخنا العربي، بالأمس كان الماضي يأخذ من عبق التاريخ ولكن كيف كان يأخذ به، تلك هي القضية، وذلك هو أساس التاريخ ثقافة العقل وليس ثقافة النقل!

بالأمس كان من صنعوا تاريخ أمتنا يستمدون ثقافتهم من تاريخ من سبقوهم، واليوم أصبحت قراءتنا لتاريخنا ثقافة نقل، وتلك هي المفارقة بين الماضي والحاضر، فبالأمس عندما كان يقرأ التاريخ كان تجد كلماته لمن سيكمل تاريخه ولكن اليوم أصبحت القراءة له مجرد تخزين معلومات واختزالها ومن ثم تفريغها «على ورقة الامتحان» ومن ثم ينسى ما خزن وما اختزل وأصبح العقل لا يمتلك ماضيه فكيف تريدون أن يكمل للمستقبل ذلك التاريخ؟

حاضرنا أصبح يقرأ دون أن يسأل لماذا؟ وكيف؟ مجرد كلمات يقوم بحفظها من أجل الحفظ وليس الفهم والبحث والتنقيب في تلك الكلمات وفي ذلك التاريخ، هذا هو الفرق ما بين الماضي والحاضر وأصبحت النتيجة أننا أصبحنا نحيى بين الأطلال نناجي «تاريخ العربي المجيد»، فقد أصبحت بداية حواراتنا تبدأ من خلال «كنا وكان وكانوا» أما كلمة «نحن» فلم تصبح في قاموس مستقبل التاريخ العربي.

فقدنا الماضي وأصبح حاضرنا مجرد عزاء ورثاء لماضينا، فما بقي ما هو إلا فخر للماضي ولكن ماذا أعددنا للمستقبل؟ لا شيء يذكر فنحن استمددنا ثقتنا من ماضينا ولم نقم بتثقيف عقولنا لنكمل ما صنعوه أسلافنا بل اعتمدنا على ثقافة النقل فلم تقدر أقدامنا على السير في خطى أجدادنا لنكمل مسيرة تاريخنا فقد اقتصرت أفواهنا بالحديث عن الذكريات تجمدت أناملنا إلى أن أصبحت لا تستطيع أن تكتب من خلال البحث والتنقيب ما لم يره الغير في تاريخنا وهذا يرجع لاختزال والتخزين.

فتاريخنا صنع من أناس عاشوا في أسوأ الظروف ورغم هذا رفضوا أن تكون قراءاتهم لتاريخ من سبقوهم من خلال الاختزال والتخزين بل جعلوا من أنفسهم امتدادا لحضارات وثقافات أخرى أما حاضرنا فقطعوا تاريخهم من نقل الثقافات وأصبح تاريخ العربي محلك سر.

كلمة وما تنرد: يقول أمير الشعراء أحمد شوقي

تلك الصحارى غمد كل مهند

           أبلى فأحسن في العدو بلاء

وقبور موتى من شباب أمية

           وكهولهم لم يبرحوا أحياء

لو لاذ بالجوزاء منهم معقل

           دخلوا على أبراجها الجوزاء

فتحوا الشمال سهوله وجباله

          وتوغلوا فاستعمروا الخضراء

وبنوا حضارتهم فطال ركنها

          دار السلام وجلق الشماء

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا