د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

عذاري

 
«عذاري» ليست قصة قرأتها في غربتي، وليست فيلما سينمائيا شاهدته لتضييع وقت الفراغ ولكن هو اسم لفتاة تعمل في مقر عملي أتذكرها كلما سمعت أو قرأت بعض التصريحات لبعض النواب الذين قد يتسببون في تمزيق الوحدة الوطنية من خلال تصريحاتهم، لن أخوض بتلك التصريحات التي تجعل القلب يحزن وتجعل العين تدمع لما يحدث في شوارعنا من تفكيك وحدتنا، اليوم سأكتب سطوري بما يفرح قلبي ويذكرنا بالكويت الجميلة من خلال «عذاري».

تلك الشخصية التي لم تكمل تعليمها واقتصرت فقط على الدبلوم وبرغم من هذا إلا أنها اجتهدت لكي تثقف ذاتها من خلال الدورات والقراءات إلى أن أصبحت لها رؤية فنية مستقلة بل أصبح لها حس فني لبعض العروض الفنية هذا بالنسبة للذات التي على الدوم تدأب على أن ترتقي بذاتها وهذا ما تتصف به الذاتية الكويتية الأصيلة التي لا ترضي بالقليل في علمها وذاتها بل على الدوام كانت الذاتية والشخصية الكويتية تدأب على العلو لتعلو باسم الكويت من خلال ذاتها.

تلك هي كينونة عذاري أما محيطها الاجتماعي والعملي والذي على الدوام لا يفارق مخيلتي فبالفعل عندما أشاهد الصراعات والمشادات النيابية تحت قبة عبدالله السالم أتذكر مجلسنا في مكتب عذاري تلك الحجرة الصغيرة التي تشعر بالدفء من جدرانها وتلك الأحاديث التي تحملك إلى الماضي الجميل الذي لم يعرف مذاهب ولا أحزابا تلك هي الكويت التي يريدها الكثيرون منا، في البدء تحمل تلك البقعة كثيرا من الجود والكرم وهذا ما يتصف به أهل الكويت وبجانب ذلك نجد تلك الفتاة الصغيرة جعلت من مكانها منبعا للحب والصداقة وخلية للعمل نبع ذلك الدفء من كسر الحواجز العملية والعلمية والقبلية والمذهبية، فحاولت بطلة قصتنا بأن تجعل من مكتبها دفء أهل الكويت وكرم الكويت بل جعلت الوافدين الذين يعملون في العمل يشعرون بالانتماء الكلي للدولة قبل العمل، الأجمل من هذا بأن تلك الجدران الصغيرة المحيطة بنا جعلتنا نتذكر أيام الغزو الغاشم؟ نعم فلا تتعجب عزيز القارئ فعندما تدخل المكان وترى أن الجميع سواسية لا فرق بين أستاذ وسكرتير ولا معيد ولا دكتور الكل يأكل من صحن واحد ويحمد الله والكل يساعد الآخر في عمل قد لا يكون يخصه، وهنا جعلت تلك المرأة الفوارق العلمية والعملية تذوب لا أحد يتذمر منا بأن ذلك العمل لا يليق به لأنه رئيس أو دكتور أو جامعي أو ليس تخصصه الكل يريد العمل من أجل الانجاز والرقي بالمكان الكل واحد والمجموعة أصبحت فردا من أجل بناء الكويت.

تلك كانت قصتي التي تكمن في شخصية عذاري، فتلك الشخصية لا تعد نادرة الوجود في أهل الكويت لأن الكل يسكن في مكنونه شخصية عذاري ولكن لابد أن يبحث عنها ويجعلها شخصيته لأن عذاري هي الكويت والكويت هي ذاتنا، وذاتنا الجمع وليس الفرقة، فلماذا لا نبحث عن ذاتنا؟

كلمة وما تنرد: من أشعار د.سعاد الصباح:

ومن القلب إلى القلب..

لنا ومن الآه إلى الآه..لنا

كل دبوس إذا أدمى بلادي

هو في قلبي أنا

نحن باقون هنا

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا