منذ أيام قليلة كانت ذكرى مذبحة دير ياسين والتي تحل في التاسع من أبريل، اليوم وجب علينا كأمة عربية وأنا أحد أفرادها أن أحيي ذكراها من خلال كلماتي لعل شعوب الأمة العربية يدق في آذانها أجراس الذكرى وتدوي في مسامعها صرخات أهل دير ياسين، تلك المذبحة التي مضى عليها أكثر من نصف قرن حيث حدثت وقائعها في عام 1948، دير ياسين هي قرية تقع غربي القدس قام الصهاينة بانتهاك حرمات ديارهم وقتل الأطفال والنساء والرجال وكان ذلك على يد مجموعتين صهيونيتين هما: «أرجون وشتيرن» أي كان المظلوم عربيا يدافع عن بلاده والظالم والقاتل أجنبي صهيوني يريد اغتصاب أراضينا العربية ومن دير ياسين ومنذ ذلك العام انطلقت الحروب والاغتصاب للكيان الصهيوني للأمة العربية، ولكن اليوم ما نشاهده من مذابح دير الأمة العربية، نسأل من هم مغتصبو الأمة العربية؟
في الماضي كان الكيان الصهيوني تظهر أنيابه الشرسة ضد الأمة العربية ولكن اليوم ومع تقدم الحياة ووجود المنظمات الدولية وحقوق الإنسان تغير المخطط وأصبحت المعركة تخفي تلك القوة فهي من تقوم بالتخطيط ولكن المنفذين للأسف أصبحوا من الأمة العربية، أصبح الكيان الصهيوني هو من يقوم بتحريك لاعبين ممن يدعون السياسة في موطننا العربي ليكونوا جنودا مخلصين لتنفيذ المخطط الصهيوني «دولة إسرائيلية من الفرات إلى النيل» وهذا ما أصبحنا نشاهده في تلك الآونة على مدار الأربع وعشرين ساعة نشاهد مذابح تشابه مذابح دير ياسين التي قرأنا عنها في تاريخنا العربي ولكن اليوم الصورة اختلفت فأصبحنا بدلا من القراءة المشاهدة اليومية ومن هو القاتل «إسقاط النظام»، لا يقدر التاريخ العربي أن يكتب ما يحدث الآن على الساحة العربية فتوقف تاريخنا وأصبح إعلامهم هو المدون للأحداث.
بالأمس، كان القاتل صهيونيا مغتصبا واليوم أصبح القاتل من أمتنا وأصبحت الأيادي العربية هي من تقوم بقتل وتمزيق الأمة العربية من خلال شعارات ومظلات تحمل عنوان «الشعب يريد اسقاط النظام»، فكيف تريدون أن يذكر ذلك في أمجاد عروبتنا، يا أهل دير ياسين ان ذكراكم هذا العام تسقيها دماء عربية وليست صهيونية، أن رحيلكم واستشهادكم وغيركم من شهداء الأمة العربية اليوم يسقي تراب أراضيكم التي دافعتم عنها وجعلتم النفس فداها أصبحت تروى من دماء أطفال ونساء الأمة العربية، والسؤال هنا «هل اسقط النظام».
٭ كلمة وما تنرد: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) سورة آل عمران ـ 110.
atach_hoti@hotmail.com