تكاثرت في الأوساط العربية خلال السنوات القليلة الماضية كتابات القلم النسائي خاصة في مجال «الرواية»، ورغم الزخم النسائي أخذت الرواية أسلوبا جديدا خاصة في الدول أو المجتمعات المنغلقة والتي لا تمتلك فيها المرأة حريتها سواء في الرأي أو في الحقوق بجميع أنواعها، ولن نخوض من خلال كلماتنا في الحريات أو في علم الرواية ولكن اليوم سطورنا تسلط الضوء على الروايات التي تكتب بأقلام نسائية وتصرخ من خلال مدوناتها اليومية من القمع والكبت للمرأة.
«الأرجوحة» هي رواية لإحدى الروائيات اللاتي ينتمين إلى الدول التي تقمع حرية المرأة بل ترفض وجودها في الكون، أبطالها الرئيسية جميعهم من العنصر النسائي أما العنصر الذكوري فمجرد أدوار ثانوية ترمز للقارئ رموز القمع والتعذيب للمرأة في تلك المجتمعات، الأرجوحة هي رواية مثل باقي الروايات التي تعكس للقارئ صورة تلك المجتمعات المنغلقة والتي يعلم الكثير منا عنها أكثر مما يكتب عنها، وهنا يبقى السؤال: أين هن من خارطة ما يسمى بالكتابة النسوية؟
الأرجوحة بالرغم من تتابع وترتيب بعض الأفكار بها إلا أننا نجد بعض الشخصيات فقيرة في تركيبتها الروائية ورغم ذلك الفقر الروائي إلا أننا نجد إلى حد ما يوجد تنسيق درامي بين شبكة الشخصيات وهذا ينبع من وجود حبكة بسيطة جدا تربط بين شبكة العلاقات بينهم ومن هذا وذاك نجد وجود لغة جميلة تربط الرواية وتجعل القارئ ينجذب لتتابع الأحداث إلى الوصول للنهاية وتبدأ منها البداية: أين رواد الرواية عن تلك الأقلام المبدعة؟
تلك الأقلام لم تنل من العلم الأدبي الكثير ولم تقم بدراسة فنون الكتابة بل قامت بالكتابة من خلال الموهبة والخبرة التي اكتسبتها من خلال ما تقرأه من فنون أخرى جعلتها تحول صرخاتها إلى فن روائي بسيط، ولكن عندما أنهيت الرواية استوقفني سؤال: أين دور الكتابة بين الفنون التي نشاهدها الآن؟ لماذا لم يقم أي جهاز إعلامي أو ثقافي ببرنامج أو دورة كاملة تخص فن الكتابة وأنواعها؟ في الآونة الأخيرة كثرت في الدول العربية خاصة في الدول الخليجية برامج إعلامية كثيرة متنوعة تشمل مسابقات في الشعر والغناء والمواهب الفنية الأخرى، أما الكتابة بشتى أنواعها فلم يفكر عقل أو مسؤول إعلامي في تسليط الضوء عليها مع العلم أن الكلمة هي مصدر كل فكرة، فكيف يا من تدعون الإعلام أن تنسوا أساس الإعلام وهو «الكلمة»، والسؤال هنا: لماذا لا تنال الكتابة نصيب مثل باقي الفنون الأخرى التي تقام لها بالأشهر برامج عديدة؟ أليس للكلمة حق مثل باقي الفنون أم أصبحت الثقافة والإعلام للمتاجرة؟!
كلمة وما تنرد: قال أحد الحكماء «لا خير في الصمت عن الحكم ولا خير في القول بالجهل».
atach_hoti@hotmail.com