الأخطاء السبعة
لعبة الأخطاء السبعة يمارسها الإنسان بعمل مقارنة بين صورتين أو شيئين متشابهين وضعت في إحداهما أخطاء عددها سبعة وعلى الانسان أن يركز حتى يتعرف على تلك الأخطاء ويحددها، وهي لعبة تحتاج الى قوة التركيز أولا وسرعة البديهة ثانيا، وعليه نريد اليوم أن نقوم بلعبها معكم من خلال الذاكرة فمن يعود بذاكرته إلى الوراء ويتذكر كيف كانت الكويت في مطلع السبعينيات وكيف أصبحت الآن سيخرج بأكثر من سبعة أخطاء، مع العلم بأن تلك الأخطاء من وضع الانسان ولم يقصد بها اللعب أو الأخطاء السبعة، وقد رصدت تلك الأخطاء من خلال مقارنتي في كل صباح عندما أذهب إلى الدوام وأتذكر كيف كانت الكويت وكيف أصبحت الآن:
٭كانت شوارعنا نظيفة وغير مزدحمة أما الآن فأصبحت متكسرة تمتلئ أرصفتها بالأحافير مع الازدحام غير المعروفة أسبابه، إلا أننا نردد «زحمة يا دنيا».
٭ مدارسنا.. كنا نشاهد أسوارها مشيدة غير متآكلة تجملها صور وطنية أسماؤها كانت نبراس الاسلام أو رموز وطنية أما اليوم أصبحت الأسوار مجرد أطلال تسكنها أشجار ذائبة وأسماء غير مفهومة قد تكون من اللغة العربية ولكن صعب لفظها وترديدها.
٭ شواطئنا التي كانت تتميز بلون أزرق جميل وكنا نأخذ منها أجمل الخيرات للأكل بل كان بحرنا عروس الخليج أما اليوم أصبحت النفايات تسكنه وعشاقه قاموا بهجره وأصبحنا نخشى منه مع العلم في الماضي كان هو رمز سفينتنا أما اليوم سفينتنا تبحر من غير بحار.
٭ في السابق كنا ننادي من أجل التخضير واليوم وضعنا قوانين تقلع الأشجار من تربتنا والنتيجة أرض صحراء جرداء يسأم الناظر من رؤيتها.
٭ عندما كنت صغيرة وكنت أتردد على جامعة الكويت وكنت أرى مبانيها وشوارعها الداخلية كنت أتخيل متى يأتي اليوم الذي أنهي فيه دراستي الثانوية لألتحق بالجامعة، أما اليوم فأصبحت جامعتنا ومعاهدنا وكلياتنا مباني تشبه بيوت الأشباح من تهالك المباني ورداءة التنظيم الداخلي لها بل عند دخولك والسير بها كما لو أنك تزور مباني مهجورة.
٭ الوزارات الحكومية في الصورة القديمة كانت مباني صغيرة ولكنها متناسقة وتعيش قرونا وليست أعواما، والحمد الله أنها إلى الآن تسكن الكويت بل باقية أكثر من المباني الجديدة الشاهقة التي لا نعرف أين بدايتها وأين آخرها.
٭ بالأمس كان النظام يسود مجتمعنا في جميع الأنظمة وبمختلف البيئات أما اليوم أصبح الاستهتار سمة مجتمعنا.
٭ كلمة وما تنرد: تلك الأخطاء قد لا يراها البعض، ويرى غيرها، إلا أن النتيجة واحدة وهي «أن الأمس كان المستقبل أما اليوم فهو الماضي».
atach_hoti@hotmail.com
إقرأ أيضا