مضت أيام قليلة على احتفالات العيد الوطني 25/2 تلك المناسبة القومية الوطنية التي تسكن في قلوب العالم قبل الكويت، العيد الوطني هو فرحة تكمن في قلوب كل أطفال الكويت وتسكن في أرواح جميع أهل الكويت، وبما أننا نعيش ونحيا من أجل الوطن فعيدنا وفرحتنا وحبنا لا يقتصر فقط على يوم الذكرى بل هو عيد ممتد لا يجب أن يتوقف عند ساعة معينة ولا يوم واحد فقط، وتلك هي قضيتنا اليوم؟
في بداية الأسبوع بدأت شوارعنا تتزين بأنوار جميلة في جميع مناطق بلادي، وخرجت الأسر بمركباتها إلى شوارع الخليج في مسيرات لتعبر عن فرحتها بالعيد الوطني، وأسر أخرى توجهت إلى المجمعات ليحضروا الحفلات المقامة بالمناسبة، وتميز احتفال هذا العام بالتجمع لوضع الورود أمام بيت القرين رمز شهداء الكويت الأبرار وذكرى نضال أهل الكويت ضد الغزو الغاشم، ولكن ماذا بعد ذلك؟
الحب والفرحة كما ذكرنا لا يجب أن يكونا وقتيا يقتصران فقط على يوم واحد، فالحب عطاء مستمر لا يقتصر على ذكرى في يوم محدد، الحب فعل مستمر لا يتوقف على مدار العمر، فنحن في كل عام إذا قمنا بعمل إحصائية بما نقوم بعمله من أجل عيدنا الوطني فسنجد أن الحصيلة للوطن لا شيء، فقط يوم تعطل فيه المصالح الحكومية والخاصة ويخرج أهل الكويت للمسيرات وتقوم بعض الجهات بتنظيم حفلات لذلك اليوم، ولكن هل جهزنا نحن «الكويتيين» هدية لذلك الوطن وهو «المحبوب» الذي يعطي دون مقابل ولا مردود، أليس من حق الوطن كل عام أن نجهز له هدية تليق بعطائه لنا؟
قد يسأل البعض ماذا يكفي الوطن؟ يكفيه القليل ولكن ذلك القليل هو الكثير له، فعلى سبيل الأمثلة من القليل: «أن أحافظ على نظافة شواطئنا ولا نلقي فيها النفايات، أيضا عندما أقوم بعملي دون تقصير واجتهد بالتطوير والتميز وأبذل كل جهدي لبناء التنمية لوطني هذا قليل ولكنه للوطن كثير، عندما نذهب في فصل الشتاء لصحراء الكويت لنتمتع ببرها قبل بحرها ونحافظ على تراب وطننا، فهذا قليل بل كثير للوطن، عندما تهدأ بعض أقلام الاعلاميين عن إثارة الفتن الاعلامية وتصبح أقلامهم تعمل من أجل إصلاح الوطن وليس هدم الوطن تلك أجمل الهدايا للوطن، وأخيرا وليس آخره من القليل وهو الكثير للوطن ولشعبها الابتعاد عن الطائفية والفتن»، تلك الهدايا اعتقد أننا إذا قمنا بالتجهيز لها على مدار العام إلى أن يأتي 25/2 لنهديها للكويت ونقول لها: صباح الخير يا وطن، فسيكون وطننا دائما في أعياد وليس يوم واحد فقط.
٭ كلمة وما تنرد: أستعرض معكم أبيات من أشعار فهد العسكر:
لنبذل جهد مساعينا
لإحياء سؤدد ماضينا
كــذلـك الله يؤيـدنــا
بــروح ومنــه يهدينــا
شباب الكويت ألا فانهضوا
فنحـن بعصـر المدنية
aatach_hoti@hotmail.com