د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الدرجة الثالثة

 
 ما نعيشه من أحداث عربية في هذه الفترة يذكرني بأحداث فيلم «الدرجة الثالثة»، إلا أنه وبالرغم من اختلاف الأحداث إلا أن الصراع واحد بين الاثنين وهما «السلطة والشعب»، نعم ففي فيلم الدرجة الثالثة الذي انتج عام 1988 وكان من تمثيل كل من أحمد زكي وسعاد حسني وسناء يونس رحمهم الله، والعملاق الفنان جميل راتب وكثيرين من النجوم الآخرين، وقام بصياغة حوار الفيلم كل من عصام عبدالله وماهر عواد الذي قام أيضا بكتابة السيناريو وكان الاخراج على يد شريف عرفة، الفيلم كان يدور حول صراع الطبقتين «السلطة والشعب» ولكن الصراع على ماذا؟

في الفيلم أخذت السلطة شيئا من الرمزية وتبلورت في «كرة القدم» حيث قام الصراع بين قوتين وهما الشعب الذي كان يتبلور في فئة جمهور النادي والسلطة في مجلس الإدارة للنادي لكرة القدم والهدف كان السيطرة على حكم النادي، وبعد محاولات ومشاغبات من الجمهور سيطر على الحكم بالنادي ولكن للأسف لم يفلح لأنه لا توجد لديه فنية الإدارة والوعي الكروي فقط كان يمتلك الصراخ والتهليلات في المباريات من أجل الفوز لناديه، وهذا هو الحال فيما نراه من أحداث سياسية عربية، رغم مرور ربع قرن على إنتاج للفيلم.

عندما أنتج الفيلم احتاج ميزانية كبيرة لعملية الإنتاج وكان كثير ممن شاركوا في العمل يخشون ألا يفهم الجمهور الرسالة كما هو الحال الآن، فنحن نسمع عن تمويلات خارجية للربيع العربي لقيام الثورات وتغيير السلطات والأحكام والقوانين ولكن للأسف نجد أن ما لم يفهم في عام 1988 إلى الآن لا تقدر الشعوب العربية على أن تستوعبه وكانت النتيجة سقوط الاثنين، والسؤال هنا: لماذا لا نقدر على التغيير؟

الشعوب العربية تعودت على الصراخ والتصفيق والتهليل لأنظمة معينة دون قراءة تلك الأنظمة فأصبحت الشعوب لا تمتلك الثقافة السياسية مثل جمهورنا في الدرجة الثالثة الذي كان لا يمتلك الثقافة الكروية، لذلك نجد أن الثورات إلى الآن لم ولن تنجح فهي في سقوط ولكن نحن نكذب على أنفسنا بأنها نجحت وضريبة ذلك الكذب ارتفاع في نسبة الضحايا وانشقاق مجتمعات نتج عنها انقسام الطوائف والمذاهب إلى أن تمزق المجتمع العربي مثلما تمزق جمهور «الدرجة الثالثة».

٭ كلمة وما تنرد:

يا ابن آدم

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا

              فالظلم ترجع عقباه إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه

              يدعو عليك وعين الله لم تنم

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا