د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

صاحي

 
كلمة «صاحي» أصبحت لا تلقى على مسامعنا ولا تتردد في ضمائرنا في هذه الآونة، بعد ان كانت سمة الزمن الجميل، ونعني زمن ما قبل الثمانينيات حيث كانت تلك الكلمة يتردد ليلا جهرا عن طريق رجل الشرطة الذي كان يسير في طرقات «الفرجان» ويرددها ليعرف الناس بوجوده ويشعروا بالأمان ويخلدون للنوم دون خوف لأنهم واثقون بأنه توجد عين ساهرة عليهم، وعند بزوغ الشمس يذهب الصوت جهرا ويبقى صداه في قلوبنا وضمائرنا ونصبح نحن الذين نرددها في قلوبنا وعقولنا لنكون حماة الوطن وحماة مجتمعنا.

أما اليوم فقد أصبحت كلمة «صاحي» غير موجودة في قاموس مجتمعنا لا جهرا ولا سرا، أصبحت ضمائرنا كالصخور لا تنطق وعقولنا متبلدة تلك هي حال مجتمعنا، بالأمس القريب كان مجتمعنا يقرأ ويسمع عن الفتاة التي قام بعض الشباب المستهتر بملاحقتها إلى بيتها وعندما قام والدها بالخروج إليهم انهالوا عليه بالضرب المبرح، والسؤال هنا: أين حماة الوطن؟ للأسف الشديد أن حماة الوطن أصبحت وظيفتهم جمع المخالفات «تقولون يجمعون اعانات الله المستعان»، بل أين الجيران؟ وأين حق الجار؟ «الله يرحم أيام آباءنا وأجدادنا»، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا أصبحنا مجتمعا لا يدهش ولا ينزعج عندما تحدث مثل تلك الحوادث؟ والإجابة: اندثار كلمة «صاحي» وظهور طبقة جديدة لا تمت للمجتمع الكويتي بصلة وهي طبقة «الهلاقة»، والتي سنتناولها معكم في مقالنا غدا إن شاء الله.

٭ كلمة وما تنرد: لقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها وأصبحت أخاف ظلم رعيتي.

من أقوال الإمام علي سلام الله عليه.

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا