أيام قليلة وتشرق شمس 1433 هجريا، عام جديد تبدأ ساعاته مع صبيحة يوم السبت، والسؤال هنا ماذا تتمني الأمة الإسلامية مع بداية العام الهجري الجديد؟
عشنا أياما بل شهورا عصيبة في عام ستنطوي صفحاته خلال ساعات، اشتعلت الثورات في كل بقعة إسلامية تنادي بالحرية والمساواة وتغيير الأنظمة، وما زلنا نصبح ونمسي في أحداث تلك الثورات التي أصبحت مأساة للأمة الإسلامية، نعم من الممكن أن تطالب الشعوب بالحرية ومن المحتمل أن تتغير الأنظمة، ولكن تبقى دماء الشهداء تلطخ تلك الثورات، قد يستغرب البعض من ذلك المنطق وقد يعارضني الآخر في ذلك التفكير، وسؤالي لكل من كتب وكل من شارك وكل من نادى في تلك الثورات: ما ذنب من قتلوا في تلك الثورات؟
في الماضي كنا نسمع أن «أرواحنا فداء لأوطاننا» ذلك كان شعار حمزة بن أبي طالب والخنساء وجميلة بوحريد وسعد زغلول وغيرهم كثير ممن ذهبت أرواحهم فداء للوطن والأمة الإسلامية، بل نجد أن تاريخنا شيد تلك الأسماء التي أصبحت منبرا في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، ولكن اليوم ما نشاهده على الساحة السياسية أصبح أبناء الأمة الإسلامية يقتلون بعضهم البعض من أجل الاعتلاء إلى الكرسي وليس نيل الحرية، شباب وأطفال يقتلون على مدار اليوم بأيد بني أمتهم «آه عليك يا أمة محمد».
نعم فالجرح اليوم عميق ليس فقط في قلوب ذوي الشهداء بل في قلب كل مسلم عندما يشاهد أن المسلم يقتل أخاه المسلم، تذرف العين دمعا عندما نسمع كلمات من أعطيناهم المسؤولية على أنفسنا بأنهم فقط يستنكرون ويعطون المهلة لمن يقتل في الأمة الإسلامية، والسؤال هنا ماذا نتمنى من عام 1433 هجريا.
٭ كلمة وما تنرد: يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
Atach_hoti@hotmail.com