د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

حرية الرأي

«حرية الرأي» جملة من كلمتين اختلفت الآراء عليها، فالبعض كان ينادى بها قبل أن يكون هناك قانون الحريات وقمع الرأي، واليوم عندما أصبحت لدينا حرية الرأي التي نادى بها أجدادنا الثوار من أجل وجودهم وتثبيتها دستوريا وقانونيا أتى البعض ممن توارثها ليقوم باستخدامها من منطلق آرائه وأفكاره فقط وليس أفكار المجتمع، إذن أصبحنا نعيش في زمن «حرية الرأي الفردي».

قبل أن نخوض في التحليل الفردي والجمعي، لابد أن نعرف تاريخ تلك الجملة التي كانت سببا في إراقة الكثير من دماء الأجداد واليوم للأسف الشديد من يستخدمها لا ينتمي إلى سلالة الأجداد فهم زرع شيطاني لا يمتون للمجتمع العربي بصلة، ان أجدادنا عندما نادوا بحرية الرأي والتعبير كان الاستعمار الأجنبي محتلا أغلبية الوطن العربي وكان أجدادنا في ذلك الوقت لا يستطيعون إبداء رأيهم لرفضهم تواجد تلك المستعمرات ومنها أتت المظاهرات التي نقرأ عنها سواء التي انبثقت من دول المغرب أو بلاد النيل أو الرافدين أو بلاد الشام لينادوا بالحرية والتعبير عن آرائهم ومطالبهم والرفض بوجود المستعمر في بلادهم إلى أن أتت الحرية وتحررت البلاد العربية من الاستعمار الأجنبي وأصبحت حرية التعبير مشرعة دستوريا وقانونيا للشعوب العربية وفق النظم الجديدة التي وضعها زعماء الأمة العربية.

ذلك كان مختصرا بسيطا لتاريخ «حرية الرأي» وهذا ما تعلمناه من تاريخنا العربي المشرف وذلك ما زرعه أجدادنا من أرواحهم ودمائهم لنكون شعوبا حرة، ولكن ما نراه اليوم ليست حرية رأي ولا تندرج تحت نهج حرية التعبير للمجتمع بل هي حرية فردية همجية، ان دستور الكويت ينص في المادة (36) على ان: «حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرها، وذلك وفقا للشروط التي يبينها القانون»، ذلك هو دستورنا وذلك ما كنا نعرفه عنه بأن الرأي والتعبير يأتيان من الكلمة وليس المذمة والضرب والشغب وإثارة الفتن والتهديد للسلطات العليا والضغط، فالكلمة الحرة هي العقل، والعقل هو الإنسان الذي يدرك ما هو القانون وما هي معني السلطة وكيفية التعبير من خلال الكلمة لآرائه وأفكاره دون المساس بأي إنسان آخر تلك هي حرية التعبير، أما ما سمعنا عنه فهو من وحي الشيطان والشيطان لابد أن يخضع للقانون كما نصت عليه المادة (36) من الدستور والتي للأسف الكثير من الأفواه الشيطانية يتناسونها، ولهذا يجب علينا تطبيق القانون، لأنهم لم يلتزموا بشروط القانون.

• كلمة وما تنرد: قالوها أجدادنا «كلوا كده وسبوا جده».

atach_hoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا