ما ذكرته في العنوان أحد أمثالنا القديمة ومعناه في كتاب «الأمثال الدارجة في الكويت ـ لفضيلة الشيخ عبدالله النوري»: تيتي مخففة من تي أنت، فتي الأولى بمعنى هذه، وتي الثانية بمعنى أنت أي (هذه أنت) ويعني المثل هذه أنت كما ذهبت أتيت، ويضرب لمن يكلف له بمهمة فلا يفيد فيها شيئا ويعود فارغا كما ذهب فارغا.
هكذا أصبح الحال في مجتمعنا لكل من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية فقد كلفوا بأعمال كثيرة لبناء المجتمع الكويتي وترسيخ البنية الأساسية للكويت وللأسف الشديد «تيتي مثل ما رحتي جيتي».
نعم أعمال كثيرة وضعت في خطة البناء والتنمية ولكن بعض العاملين فيها سواء من التشريعية أو التنفيذية، وهم كثيرون للأسف الشديد، أصبحوا يتمسكون ببعض القضايا التي يقدر أن تحل بالعقل والحكمة، ولكن مصلحتهم الأولى وأجندتهم الخاصة تجعلهم يتمسكون بتلك القضايا التي هي تصنف من الأفعال الفردية وليست قضايا اجتماعية ويقومون بتطوير مراحلها وتأزيم المجتمع إلى أن جعلوا المجتمع مصابا بالشلل الدماغي وعدم المقدرة على التفكير والإنجاز، أما أعمالهم التي كلفوا بها وهي أساس بناء الكويت والتقدم بالمجتمع الكويتي للأسف أقفلت عليها الأدراج ولم تدرج بأجندتهم.
لن أخوض بقضايا أخلاقية لأنها سلوك بعض أفراد ومثواها الأخير حل جذري وسهل وهو «القضاء» ولكنني أتوجه إلى من يتصارعون حول القضايا «الشاذة» على المجتمع الكويتي نقول لهم:
٭ أين لجانكم عن تطوير الصحة وبناء المستشفيات؟ أم نسيتم ما تنص عليه المادة 15 من دستور الكويت؟!
٭ أين أنتم من العلم والتعليم؟ أم أصبحتم تدرجون الشهادات لمن يخدم أجنداتكم الخاصة؟!
٭ مادة 14 من الدستور أصبحت مفقودة حتى أصبحنا شعبا بلا ثقافة.
٭ يا من تأكلون من حصاد الأجيال القادمة، أليس للأموال العامة حرمة وحمايتها واجب على كل مواطن كويتي؟!
٭ إلى بعض المغردين على «تويتر»، أرجو قراءة الدستور الكويتي وأخص المادة 9 لعلكم تتعلمون ماذا تعني كلمة «وطن».
٭ إلى كل من أقسم تحت قبة عبدالله السالم، أين بعضكم من المادة 7 من دستور الكويت؟!
٭ كلمة وما تنرد: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) (سورة الرعد: 11).
atach_hoti@hotmail.com