«ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين ـ سورة الأحقاف: 15).
تلك كانت بداية الرسالة المرسلة اليّ من «أم عبدالرحمن» التي فقدت ولدها دون سابق إنذار أو نظرة وداع تجمع بينهما، من خلال كلمات الأم وشعورها بالقهر والظلم لأنها الى الآن تنتظر كلمة العدالة في قاتلي فلذة كبدها وفرحة عينها، اليوم تبعث لي سائلة وقبل السؤال الاعتذار بأنها تطلب مني نشر قصتها ونحن على مشارف استقبال عيد الأضحى أعاده الله على الأمة العربية بالخير والبركة، وسؤالها كان لي وللمجتمع وهو: الى متى نصمت على الظلم؟
نعم القضية لا تخص تلك المرأة فقط بل تخص الكثير من المجتمع فكم من شباب قتل ضحية الاستهتار أو ضرب أفضى الى موت ويكون العقاب غرامة أو وضع المجرم في احدى دور الرعاية الاجتماعية لفترة وجيزة لتتبع سلوكه، والسؤال هنا: هل قتل النفس في عقيدتنا شرعها الله بذلك العقاب؟ أم كيف يقاس العدل في قتل النفس؟
في الآونة الأخيرة كثرت جرائم القتل والأسباب مبهمة وإذا عرف السبب يكون العقاب مبهما، وأصبحنا نسمع ونرى الكثير من تلك القضايا دون رادع قانوني يجعل ممن يقومون بقتل النفس لا يخشون القانون الى ان أصبح القتل جريمة عادية كأي جريمة اخرى، والسؤال هنا: ما ذنب تلك المرأة بألا ترى ابنها ووحيدها شابا يكبر أمام عينيها الى ان يصبح رجلا يكون سندها في دنياها، فإذا لم يسندها القضاء في فلذة كبدها فمن سيسندها عند الكبر بعدما فقدت قرة عينها؟
كلمة وما تنرد: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ـ البقرة: 179).
atach_hoti@hotmail.com