الجمعة الماضية كانت أم علي صديقتي ناذرة حقي «نون» على ترقيتي الجديدة، وبعد الحلفان والتصميم من «أم علي» رحت «نون» ووقفوني في منتصف صالة البيت وقام كل الموجودين يأخذون من الحلوى والفلوس ويقطونه على رأسي، المراد بعد القط واليباب والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم خلص «النون» وقعدنا وقمنا نتكلم عن تراث الكويت والمناسبات وكان السؤال: ليش سموه بـ «النون»؟ ومن وين يت أصل الكلمة؟
فيه اللي قال انها مأخوذة من القرآن الكريم من آية «نون والقلم وما يسطرون»، واللي قال انها كلمة أعجمية «نان» وهو نوع من أنواع الخبز، المهم وأنا طالعة من بيت «أم علي» حلفتني اني أبحث فيها وأشوف شنو مناسبتها وشنو أصولها وتكون مقالتي ليوم الأربعاء، قمت قلت لها ما طلبت شي يا الغالية.
وبالفعل رحت البيت وطلعت كل الكتب اللي تخص تراث الكويت، فبالنسبة لأصل الكلمة لم أجد لها أي مصدر بسبب تسميتها «نون» إلا البعض أشار الى أنها كلمة مختزلة من نذر أو النذور، أما بالنسبة للمناسبة وظروفها فهي تقليد شعبي من احتفالات النذور وتقام هذه الاحتفالية بعد شفاء المجنون أو المريض من مرضه وخاصة الأطفال وتقوم أيضا احتفالية «النون» بعد ختان الأطفال ومن مراسم «النون» أن تجتمع نساء الفريج وأطفالهن في بيت صاحبة الحفل ثم تقوم الأم بالصعود على مكان مرتفع وتلقي بالمكسرات والحلوى والنقود ويسارع الأطفال بتجميعها من على الأرض وفي تلك المناسبة تقوم بعض النساء بترديد عبارة على سبيل المرح «نون نون على راس المينون»، وهنا قمت بالضحك عند قراءتي وبالبكاء أيضا، الضحك كان سببه باللبس الذي حدث ولا أحد يعرفه فالمناسبة كانت لفرحة ترقيتي وليس شفائي من مرض أو جنون وقد يقع البعض أو الكثيرون في ذلك الخطأ، أما حزني وبكائي عندما وجدت بأننا أصبحنا جهلاء في تراث أجدادنا وحزنت عندما شعرت بأن تراثنا اندثر مع تراب أجدادنا فلم يجد يدا تسقيه وتعيد له الحياة بيننا.
كلمة وما تنرد: قالوها أجدادنا «اللي ما يعرف الصقر يشويه».
Atach_hoti@hotmail.com