النظر والقراءة كلاهما مصدره العين ولكن قد تفترق الكلمات عن المشاهد، ذلك ما حدث «يوم الأربعاء 21/9/2011»، تجمع «الراشي والمرتشي» الذي كنا نأمل في أنه يكون تجمعا حضاريا يجمع كل المجتمع الكويتي ذلك كان بالفعل شعاره في السابق ولكن عندما دقت ساعة التجمع والتجمهر وأضاءت «فلاشات» الإعلام بكل وسائلها تغيرت الصورة وتغيرت الشعارات وأصبح التجمع صفعة لمن حضر، نعم كنت أتواجد في ذلك التجمع وما شاهدته وسمعته خطر على الكويت وعلى المجتمع الكويتي بجميع فئاته وأخص المرأة الكويتية، بدأ التجمع مع بداية غروب الشمس وبرغم من اختفاء نورها إلا ان نور الحقيقة ساطع للكل.
بدأ التجمع برفض دخول بعض النساء إليه والسبب عدم الثقة فيهن، هذا ما قالوه بعض المنظمين الذين يرتدون أقنعة الوحدة الوطنية والسؤال لهم: لماذا تخافون من تواجدهن أليس شعاركم في تجمعكم هو الشفافية؟ أم شفافيتكم مرسومة على أجندات خاصة تريدون بث سمها في شباب الكويت.
جلسنا نشاهد بداية المسرحية الهزلية لنعلم إلى أين سيأخذون الكويت هؤلاء؟ بدأت الأدوار تتلاعب بالألفاظ غير الواضحة إلا بشيء واحد: الدفاع عن النفس، إلى أن ظهر من ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية كما لو أننا نعيش في مجتمع كافر، «لا تعليق» على ذلك النائب الذي ينادي بتطبيق الشريعة نتناسى قوانين الدستور لذلك نذكره بمراجعة مادة 35 من الدستور.
الفصل الثاني كان ذروة الحدث من خلال الصراخ وإلقاء الغترة للإيحاء بفيض الكيل للجمهور، لعب النائب الدور بحنكة درامية متميزة ليسرق الأضواء الإعلامية من خلال ما فعله وتناسى ما معنى الرقي السياسي، ولكن يا «سيدنا نذكرك بمبادئ الإسلام وهي آداب الحديث»، ذلك من صرخ ومزق ليصبح بطل المسرحية وجدنا، أنه يلقي بالتهم على أن أساس مشكلة الكويت هو الموافقة على قانون المرأة عام 2005، أليست المرأة هي من أجلستك على الكرسي الأخضر «يا سيدنا».
وتتوالى الكلمات بالتهديدات والوعيد إلى أن تنتهي المسرحية بخديعة لبعض من حضر ظنا بأن هؤلاء مصدر ثقة، بل المعيب عليهم أنهم لم يعطوا البعض حق الكلمة والتعبير وأخص المرأة، وخير مثال تلك الفتاة التي حاولت أن تعترض عليهم فقاموا بتوبيخها وإلقاء أبشع الألفاظ عليها «انتوا وين والحرية الرأي وين» وتنتهي المسرحية بكشف أقنعة هؤلاء للمجتمع الكويتي بنواياهم السيئة للكويت، ذلك ما حدث يوم الأربعاء 21/9/2011 ولم يكتب.
٭ كلمة وما تنرد: «الصيت عالي والبطن خالي».
Atach_hoti@hotmail.com