في بداية الأسبوع استوقفتني مقالة في جريدة القبس بقلم د.علي الزعبي تحت عنوان «فساد نواب» كانت فحوى كلماتها عن الفساد النيابي، ولكن ما جعلني أركز وأكرر كلمات المقالة وبالأخص خاتمة المقالة التي تسلط الضوء على ثقافة المجتمع فيقول د.الزغبي: «الفساد، سواء كان تشريعيا أو إداريا، وسواء كان فسادا صغيرا أو كبيرا، هو نتاج بيئة وقيم مجتمعية خالصة، فكلما كانت ثقافة المجتمع «مرنة» نحو حالات الفساد، كانت وتيرة الفساد أعلى وأمتن، وهذه هي علتنا الحقيقية».
نعم هذه هي علتنا الحقيقية، فحضارة الشعوب تأتي من ثقافة مجتمعه والتي تكتسب من العادات والقيم والتقاليد التي تعيش وفقها تلك المجموعة بغض النظر عن مدى تطور العلوم أو مستوى الحضارة والعمران لذلك المجتمع، أما نحن والحمد الله فمجتمع لا يمتلك إلا كلمة «ثقافة» دون تحقيق المعنى.
إن ما يحدث في مجتمعنا الآن من فساد ما هو إلا مرآة عاكسة حقيقية تثبت أننا مجتمع يردد كلمة الثقافة دون أن يحمل في جوفه معنى الثقافة، فكثير من يكتب باسمها، والعديد من يأخذ العادات والتقاليد شعارات له للوصول لأجندته الخاصة، والسؤال هنا: ما حصيلة مجتمعنا الثقافي؟ هو ليس لغزا ولا تفكيكا لعبارات وجمل، بل هو سؤال مباشر لأفراد المجتمع: ما العادات والتقاليد والقيم التي بني عليها المجتمع لنكون شعبا له ثقافة بين المجتمعات الأخرى؟
كلمة وما تنرد: ثقافة المجتمعات الإنسانية هي طريقة حياة تميز كل مجموعة بشرية عن مجموعة أخرى «بس إحنا قوطي ما كنتوش».
atach_hoti@hotmail.com