د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

ولهت علي العيدية

قد يفقد الإنسان عندما يكبر في العمر معاني جميلة من ذكريات طفولته أهمها «العيدية»، التي كانت تقدم له في أول أيام عيد الفطر من الوالدين والأقارب والأحباب ويسعد كلما جمع الكثير منها، ويذهب بمفرده ليقوم بعدها ويرى كم حصيلته المالية ليتفاخر بين أصحابه وأقاربه الصغار ويستطيع الخروج والشراء ما يريد من عيديته.

كان العيد بالنسبة لي يوم فرح وسرور كباقي أطفال المسلمين، فعندما كنت أستيقظ صباح العيد وألبس ثوبا جديدا وأذهب لأصبح على والدي «رحمه الله» وكان والدي يعطيني عيديتي وأقوم بتقبيله ومن ثم أذهب مع والدتي «رحمها الله» لبيت جدي «بيت العود»، وأرى كل الأقارب والأحبة مجتمعين في ذلك البيت القديم يملؤه الفرح والكلمات الجميلة والأحاديث العذبة التي لا تمل من سماعها، ونقوم نحن الأطفال باللعب في «حوش» كانت أياما جميلة، بالفعل يفتقدها الإنسان كلما مرت عليه السنون، ولكن اليوم ومع التقدم في العمر ما هي عيديتنا لمن رسموا على شفاهنا الضحكة وفنوا من عمرهم لكي نتعلم ونكبر ونصبح في أعلى المراكز التي كانوا يتمنونها لنا ويدعون بها في صلاتهم وصيامهم؟

نعم فالوالدان لهما حق علينا برد الفرحة كما كانا يفرحاننا ولكن رد الفرحة لهما يكون بشكل مختلف عما قدماه لنا، فعيديتهما هي البر بهما وتوقيرهما والسعي جاهدين لإسعادهما، ويكون بالدعاء لهما والصدقة من أجلهما إذا كانا قد فارقا الدنيا، والعمل على صلة الرحم والفناء والصدق في العمل، كل هذا جزء صغير نقدر من خلاله أن نوفي من حقهما علينا، وكي نمنحهم ولو بنقطة من بحر عطائهم لنا، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) (24) سورة الإسراء.

٭ كلمة وما تنرد: عساكم من عواده.

atach_hoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا