توالت علينا أحداث كثيرة في الأسبوع الماضي كسرعة البرق مما جعل العقل يقف لحظة عن التفكير من أهوال ما سيحدث بنا في المستقبل، وكانت الصاعقة الرعدية الكبرى التي شلت عقول الكثير من أهل الكويت قضية «الرشاوى»، وإذا لم نكن جهة قضائية لمحاكمة الآخرين، ولكن من حقنا أن نعرف من هم «الآخرين»!
إن القضية ليست فقط «الرشى»، بل القضية من الأساس لبعض النفوس التي باعت منذ زمن بعيد «الوحدة الوطنية» بل للأسف انتزع من وجدانهم معنى كلمة «وطن».
نعم هؤلاء لم يحملوا الوطن في قلوبهم، والوطن هو المجتمع والأرض، فكيف تريد بناء وطن ويوجد الكثير وليس القليل ممن يقوم بالوساطة لأناس لا يستحقون فيأخذون حقوق الآخرين، ألا يعد ذلك رشى؟ كيف نريد أن نبني مجتمعا متكاملا نوفر له مدارس وجامعات ومستشفيات والآخرون يبتلعون الكثير من المبالغ المالية من مناقصات نسمع عنها كمشاريع ولا نجد من تنفيذها غير ورقة يتحدث عنها كل مسؤول يجلس على الكرسي «وتقولون نبي نبني وطن»؟ كيف تريد أن يكون مجتمعك يتصف بالبنية الصحية السليمة، وهناك من يفشون سمومهم الغذائية الفاسدة بيننا والنتيجة خبر بالجريدة أن الجهة الفلانية قامت بضبط أطنان من الأكل الفاسد ولكن السؤال للجهة أين تطبيق القانون على من أدخل تلك المواد للوطن والمجتمع؟
أليس كثير من المسؤولين هم من يتدخلون بالوساطات لتوظيف ربعهم في أعلى المناصب؟ أليس بعض من نعتبرهم حماة للوطن والمجتمع هم من يفتحون باب الفساد الإداري والصحي والتربوي؟مرض تفشى في مجتمعنا وما نقول إلا: «ما خفي كان أعظم».
٭ كلمة وما تنرد: يوجد قانون ولكن نريد تطبيق القانون.
atach_hoti@hotmail.com