د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

خدعة لون

«خدعة لون» هو عرض مسرحي مدرسي من نتاج إمارة الشارقة يحاكي الفئة العمرية من السادسة إلي الثامنة من فئة الأطفال، وهو عمل جماعي وهذا ما يميزه وكان قائد هذا العمل في التأليف والإخراج هو التربوية عائشة صالح الشويهي، وجاء ذلك العرض خلال المشاركة في مهرجان أصيلة لمسرح الأطفال في دورته الثامنة، وقد حاز العديد من الجوائز بجدارة لما تميز به من طرح جديد وأسلوب مبتكر في الكتابة المسرحية والإخراج المسرحي أيضا للطفل، بالفعل كان العرض مشوقا ومبتكرا، وأكثر العناصر التي التمسها الجمهور وشد انتباهه المكياج الذي نال جائزة التحكيم الخاصة للمهرجان، ما ميز هذا العرض أيضا عن العروض الأخرى روح الجماعة في العمل خاصة أن الممثلين بالإجماع كانوا من فئات عمرية مختلفة مما ساعد توصيل المعلومة والفكرة بسهولة ومتعة للطفل المشاهد.

وبعيدا عن شخصية الخير والشر التي أصبحت من الشخصيات المستهلكة في مسرح الطفل والمملة لدى الطفل نفسه، وبعيدا عن النهاية المعروفة في المسرحيات المعتادة وهي انتصار الخير على الشر بعد وضع صراعات بينهما من قبل المؤلف دون توظيفها بشكل مميز من قبل المخرج نجد أن «خدعة لون ابتعد عن كل ما هو تقليدي ومكرر في مسرح الطفل، حيث تدور القصة بين الألوان الأساسية وحاجة الإنسان والطبيعة لها ويبدأ الصراع على أساس إذا فقدنا لونا من الألوان الأساسية وبالأخص الأسود والأبيض، وعندها يرد التساؤل ماذا يحدث؟

ومن هذه المفارقة تبنى الحبكة الدرامية لـ«خدعة لون» فالتعاون كان روح النص المسرحي، ووفقت المؤلفة والمخرجة من خلال ألوانها بأن توصل المعلومة للأطفال مع مراعاة عنصر الوقت، والذي امتاز بعدم التطويل تجنبا لإصابة الطفل بالملل مع تدخل الموسيقى واقتناء الكلمات لها التي وظفت بالطريقة الصحيحة لأسس الفكر المسرحي للطفل، عمل تفخر به دول مجلس التعاون وبالأخص بأن العمل ينتج من عباءة التربية.

***

كلمة وما تنرد: المسرح المدرسي هو النواة الحقيقية لمسرح الأطفال، فلابد من النظر وتسليط الضوء عليه يا أهل التربية، وعساكم على القوة يا أهل الشارقة.

atach_hoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا