د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

مصر لسة بخير

قال تعالى: (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين) سورة يوسف: 99.

وبحمدالله وفضله، هذا هو ما شعرت به منذ أيام عند دخولي إلى مصر لأول مرة بعد أحداث 25 يناير، حيث كنت متجهة إلى المملكة المغربية، وكانت أولى محطة في تلك الرحلة هي مصر أرض الكنانة.

قدر الله أن أعيش بعض أيام الثورة في القاهرة وشاهدت ما حدث من حرائق وخسائر في بعض الأماكن، وعند مروري الآن في شوارعها مازالت الآثار موجودة ومازالت بقايا الحرائق في المباني ظاهرة على حوائطها، لكن تبقى مصر هي أرض الكنانة وبلد الأمن والأمان.

قبل مغادرتي إلى القاهرة كنت أسمع وأشاهد من خلال الإعلام المبهرج قصصا وروايات أعتقد أنها وهمية مقرانة مع ما رأيته وشعرته أيضا، فالبعض كان يدعي أنه لا يوجد أمن، وهذا يجعل كل محبي أرض الكنانة يتخوفون من أن تكون وجهة سفرهم إلى هناك، وخاصة في فترة الصيف، والبعض الآخر يروي أن أسلوب البلطجة أصبح نمط الشارع المصري، وهذا يعكس شعورا بالذعر ليس فقط للسائح بل للشعب أيضا، أما أنا فما شاهدته لا أستطيع معه إلا أن أقول: «مصر لسة بخير».

نعم، هذه هي مصر التي ذكرت في القرآن بأنها بلد الأمن والأمان، فمنذ أن وصلت إلى أرضها لم أشعر بأي خوف أو قلق مثلما كنت أسمع وأرى من متحدثين أعتقد أنهم فقط تحدثوا لكي يسلطوا الأضواء الإعلامية عليهم، أما الحقيقة فهي مرسومة بوضوح في وجه كل مصري يقابلك بضحكة النيل التي تروي النفوس وتشبع الظمأ، لا أنفي أنه توجد بعض التجمعات وبعض المظاهرات، لكن تبقي مصر هي أرض الكنانة، فإلى الآن شوارعها تزدحم بالمركبات وإلى الآن نيلها يستقبل محبيه، وإلى الآن مقاهي الحسين مفتوحة لعشاقها، وإلى الآن الفل يباع بكلمة مساء الفل.

كلمة وما تنرد: إلى كل إعلامي لا تضع مصلحتك الشخصية قبل مصلحة وطنك.

atach_hoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا