مع شدة الحرارة التي قد تصل إلى 50 وما فوق في بعض الأحيان، ومع الغبار المعتم الذي كثر دائما في أيام «الويك إند» على مدار صيفنا الجميل المبدع «يا الله يحفظنا»، ومع المهاترات السياسية والمشاحنات والاستجوابات البرلمانية، برغم هذا كله إلا أن هناك شيئا ما يميز صيفنا ويجعله ممتعا بالنسبة لي على الأقل، وهذا الشيء هو «زهرة الفل» التي يشتاق المرء لعطرها في كل صباح، نعم فرغم كل تلك العوامل «المملة» إلا أننا نجد أن تلك الزهرة تتفتح في دولتنا صيفا «يا سبحان الله» عندما يراها الإنسان كل صباح في حديقة بيته ويتناثر عطرها مع نسيم الليل ينسى كل ما ذكرناه في السابق، ويشعر بالتفاؤل، ويرى الأمل، فهذه الزهرة رسالة من الله للإنسان بأن الأمل موجود.
في حديقة بيتي المتواضع أمتلك شجيرات منبتة لتلك الزهرة، ورثتها عن أخي رحمه الله، وأصبحت تكبر وتزهر كما لو أنها لا تريد الموت لتذكرني بأخي على مدار العام، وعندما تتفتح زهورها ويعبق عطرها ويتخلل المنزل أشعر بالأمل في دنياي وتحيا ذكرى أخي في نفسي، وعندما أقوم باقتطاف الزهور وأقوم بتجميعها في عقد أزين به يدي أدرك أن من يصبر ينول، فها أنا أسقيها كي أنتظر الصيف مع شدة حرارته لأرى تلك الزهور الجميلة مع عطرها الفواح لأزين بها يدي، هذا ما تعلمته من تلك الزهرة الجميلة، ان كل إنسان يزرع الخير يحصد الخير، بينما كل من يزرع شرا لا يحصد إلا الشر، فمتى نجد كل البشر يرتدون في أيديهم عقود الفل؟ «صباحكم فل».
كلمة وما تنرد: يقول بيرم التونسي في إحدى قصائده:
يا فل يا روح يا روح الروح
من شم هواك عمره ما ينساك
لكل حبيب تقول بلغاك
حبيب مشتاق بيستناك
atach_hoti@hotmail.com