د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

ثقافة إيه يا عمو نجيب!

عمو نجيب ليس هو رائد المسرح العربي «نجيب الريحاني»، بل هو شخصية سياسية ثقافية «تركيبة صعبة»، جلس عمو نجيب هذا بجانبي في إحدى الندوات الثقافية، وأعتقد أنه ندم بعد ذلك.

قبل الحديث عن الندم والحسرة، أكتب لكم بدايات حواري مع «عمو نجيب»، كانت الندوة بالفعل قد بدأت وكان محورها عن الثقافة في الكويت وكيفية الارتقاء بها، وإذا برجل يهمس في أذني بالاستئذان للجلوس بجانبي وإذا بي ألتفت إلى وجهه وأجده «عمو نجيب»، فرحبت به ودعوته للجلوس بجانبي ومضى من وقت المحاضرة أكثر من الساعة ونحن نسمع لشعارات وحوارات مميتة ومملة ومكررة عن تاريخ الثقافة في الكويت، وإذا به يهمس لي عن العروض التي شاهدها في أوروبا والتقنيات المسرحية التي رآها خلال سفراته، معبرا عن اندهاشه لما يشاهده من انحدار لمستوى الثقافة في الكويت ولا يعلم ما الأسباب لذلك الانحدار، بل يسأل كيف كانت الكويت لها الريادة في دول الخليج في السابق وكيف أصبحت الآن؟

وأثناء حديثه لي لم يجد مني إلا ابتسامة باهتة لا معنى لها وفي نهاية حواره وجه إلي سؤالا: هل حديثي لم يعجبك؟ فأجبت على الفور: ثقافة إيه يا عمو نجيب هل أنت بالفعل تقارن بين الثقافة الأوروبية أو العربية بالثقافة في الكويت في وقتنا الحاضر؟

بعد صمت طويل بعد إجابتي، وجدته يهمس لي بنظرته القاسية والغاضبة وقال: ماذا تقصدين؟ فأجبته: يا عمو نجيب، كيف تقوم بتلك المقارنة وتتحسر على ما تشاهد في الخارج بما تشاهده لدينا؟ قبل المقارنة لابد أن تنظر في المقومات لكل منهما، فعلى سبيل المثال لا الحصر كم مسرحا تمتلكه الكويت لكي تثري الحركة المسرحية؟ لا يوجد غير مسرح واحد وكل ما تسمع وتقرأ عنه من أخبار ثقافية مجرد مشاريع ورقية لم يتم تنفيذها، كيف تريد أن تشاهد مسرحا وأنت لا تملك خشبة مسرح، بل والمضحك إذا أردت أن تعرض مسرحية لن تجد غير قاعات الأفراح أو صالات النوادي الرياضية وطبعا تلك المواقع لا تمتلك التقنيات التي تتحدث عنها وقمت بمشاهدتها في أوروبا.

مو بس هذا كل ما يخص ثقافة الكويت فمشاركتها الفعلية ستجدها مجرد أفراد، أما الأعمال فأصبحت «في خبر كان» ولك التفسير والتحليل وتقول لي ثقافة يا عمو نجيب!

كلمة وما تنرد: أعطني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا.

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا